الأحد، 25 فبراير 2018

هذيان قلم : : محفوظ البراموني :

الصندوق الأسود ..
أيام الإنسان عبارة عن ..
أفعال ..
أعمال ..
أحوال ..
و المفروض أن تكون ..
مكشوفة ..
معروفة ..
أمام الأخرين ..
هذا إذا كان فقط ..
من البشر الطيبين ..
لكن نجد بيننا بشر لهم ..
يوميات ..
مكشوفة .. ظاهرة .. واضحة ..
يوميات ..
ملفوفة .. باطنة .. مختفية ..
و بين هذه و تلك اليوميات ..
ك السطح و القاع ..
السطح ..
هو ما بداخل الصندوق ..
واضحا وضوح الشمس أمام الأخرين ..
القاع ..
هو ما بداخل الصندوق ..
مخفيا خفاء العمق أمام الأخرين ..
ما أكثر الصناديق المخفية ..
ف ظل عصر ..
لا تعرف .. لا تفهم ..
فيه التفسير الواضح ..
ل وجوه ليست لها ملاح ..
الصالح أختفى بين الطالح ..
يوجد بشر محترفي هذه الطريقة ..
ملاحهم الظاهرية لا تطابق ملامحهم الداخلية ..
تجدهم ..
يبتسمون الإبتسامات العالية ..
يتكلمون الكلمات المعسولة ..
يتهيىء لنا ب أنهم الملائكة ..
يتجولون ب الأجنحة المشمولة ..
ب المحبة و المودة ..
تجد منهم من هو ..
هادىء .. باسم .. حلو الكلام ..
و لكن ما بداخله ..
سما فاتكا يجعل الأجسام هى المشلولة ..
و إنه شيطان متخفي ب قناع إنسان ..
و ما خفيا ب داخله كان أعظم الطيبات المقتولة ..
لا تستطيع أن ..
تفسر ..
تفك ..
الطلاسم المشفرة ..
ف وجهه المكشوف لنا ..
و ما بداخل صندوقه الأسود ..
و دائما نتسأل ..
هل هدوؤه و إبتسامته و لسانه الحلو حقيقه أم بهتان ؟؟
هل و إن بكى أمامنا ب صور من الدمعات هي حقيقة؟؟
هل نستطيع أن نكتشفها ؟؟
هل هى دموع ..
من مياة عذبة نهرية ؟؟
من مياة مالحة بحرية ؟؟
من مياة راقدة بكتيرية ؟؟
من مياة مغلية بركانية ؟؟
تساؤلات محيرات ..
من القلوب النابضات
من الأحاسيس الطيبات ..
الحياة علمتني ..
عندما أعاشر أصحاب الصناديق السوداء ..
الذين يخفون فيه كل الأشياء ..
و مشاعرهم الحقيقية التي من البلاء ..
كل أحاسيسهم الغير مرئية التي من الشقاء ..
عندما ..
يتحاورون و يتناقشون ..
يتهامسون و يتلوعون ..
يضحكون و يبكون ..
أن أنظر ل العين قبل اللسان ..
لأن لغة العين ..
لا تكذب .. لا تتجمل .. لا تجامل ..
دائما واضحة الملامح ..
الله خلقها ..
صادقة و لا تتخفى ..
حتى و إن بكت ..
لا تستطيع أن تتوارى ..
ب صدق الدمعات من عدمها ..
تكتشف حتى و إن كانت دموع التماسيح ..
لكن ..
ل كل قاعدة إستثناء ..
يوجد بشر من أصعب الناس ..
تخصص إخفاء واقع الإحساس ..
الذين لا تعرفهم أبدا ..
لا تستطيع ..
إدارك ما يخفون ..
إكتشاف ما يضعون ..
ف صناديقهم السوداء ..
مهما بلغت القلوب الطيبة ..
من الخبرات ..
من الإحتكاكات ..
مع البشريات ..
هم دائما أصحاب القلوب المتلاعبة ..
التى تتحكم ف العين و كل الجوارح ..
هؤلاء هم الخارقون ..
ف الملاعبة و المداعبة ..
ب مشاعر البشر ..
و لكنهم الحمد لله هم النادرون ..
مع أن هذا هو عصرهم فيه يتلحفون ..
ب غطاء ليس له لون ..
لا ..
تملك أيها الطيب ..
سوى أن تدعوا عليهم ..
أن يخفيهم الله سبحانه و تعالى ..
من ع وجه هذه الأرض ..
لأنهم أصحاب القلوب ب النبض الملعون ..
ف كل أنحاء هذا الكون ..
مهما كانوا !!
محترفين .. ماهرين ..
ف التلاعب ..
ف هم ..
الخاسرين .. الساقطين ..
أكبر عذاب ل الإنسان ..
أن يكون ..
صاحب قلب قاسي ملعون ..
يصبح بعدها ..
ك السرطان الفاشي ف الكون ..
يتلون دائما ب كل لون ..
كل حسه متكفن و مدفون ..
هذيان قلم :
: محفوظ البراموني :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.