السبت، 27 أبريل 2019

ديوان منية عاشقة الحروف للشاعرة منية علي

كن رياحا تعصف بالفؤاد....
كن رياحا تعصف.... بالفؤاد
فتهزّ رياح الشّوق مع الحنين
كن رمالا تحجب عنّي العباد
لتحجبني أيّها العاشق الأمين
لازالتْ عيونك تشعل نار السّهاد
فأغار حتّى من عطر الياسمين
و لازلتُ أعافر رغم هذا البعاد
فينكوي منّي الحشا ويزيد الأنين
كن ذلك البحر الغاضب و النّهاد
ليدقّ أبواب البوح بسياط السّنين
جدّد حبيبي ثورة الحبّ و المداد
وأشعل هذا القلب ..علّه يرين
ابعث حروفك الصّارخات بالعناد
و احرق بقايا العشق في كمين
سأخشع في صلواتي وكلّي انقياد
أدعو لنبضك الذي أسر الوتين
و أَذُرُّ الرّماد في عيون الجياد
لتعود ريحك لي في كلّ حين
منية علي
*********
يعاتبني صهيل الصمت....
يعاتبني صهيل الصمت بالأعتاب....يراقبني بلا شوق ولا عتاب....أمازال الذي سكن القلوب والأهداب....أتراه لم يرتشف حرفي و لا العذاب....ذلك السّيف السّليل هواه
كما الأعناب ...و لو غرز آلاف السيوف بلا حساب...ولو حرق كلّ أنين الوجد مع الأعصاب ...ذلك الذي نظم القصيد بكلّ باب ....و أدمى برشق هواه بوح الصّبايا
و الشّباب ...و حتّى لو سجن بالحشا كلّ الدروب كما الشّهاب...وحتّى لو غاب سناه عنّي دون إياب... سيبقى للرّوح الجوى رغم الصّعاب و يبقى صدع كلماتي له بكلّ كتاب....
منية علي
*********
هذا جنوني هل رأيت صوابي.....( على بحر الكامل)
هلّت على قمم الحكايا عبرة
فاحت بعطر الشّوق والأحباب
تلك التي بين الأماني رنّة
بلغت تراقيها على أعتابي
وكأنّ حرفي في القوافي درّة
شقّت عباب البحر دون سحاب
وتمايلت وتناغمت بمحبّة
هزّت حنين البوح بالأبواب
قد جَمَّلَتْ نغم الفؤاد بسكرة
لتطاير الأسحار في الأهداب
برواحها للرّوح صبّت جمرة
تسقيه من حلو الكلام شهابي
والنّفس تشتاق الصّفاء كهدنة
لا فسق فيها لا أذى مُغْتَابِ
هل لي ببوح عيون سحرك مرّة
يرتاح فيها القلب دون عذاب
هل للجفون الثّائرات بلهفة
تهدي بذاك الوجد كلّ خطاب
مالت إليك من الحنايا شذرة
هذا جنوني هل رأيت صوابي
و تطايرت أبيات شعري بغتة
فتناثرت جمراتها بكتابي
لمّا سُجِنْتُ بنار حبّك صدفة
أتت الظّنون كلعنة وعقاب
وتقلّبت قبب المواجع برهة
وتزايدت فمتى يرين ركابي؟
منية علي
*********
واسكبني في عيونك دمعة
تعتنق في نور الدجى سماك
و ارسمني بين ضلوعك وردة
تتفتح كلّما زاد شذى هواك
منية علي
*********
عيناك بحر أفاض محبرتي
فسالت من قعرها الأوراق
وصمتها نار خبت بمقلمتي
فمتى تثيرها لوعة الأشواق
منية علي
ناداها :
يا من أناديها إذا ما مسّني ضرّ
فتشفي روحها صدى أوجاعي
فأجابت:
و لو دريت أنّ الكلم منك درّ
إن بحت ..شفيت بعض طباعي
منية علي
*********
أما زلت تريد.....
أيها الشقي .............لماذا تقترب من قلبي الشديد..........
لماذا تريد أن توقف النبض ودوران الدم في الوريد............
ما معنى أن أسلمك مفاتيح عشقي لتعذبني وتقهرني أكثر بل و تزيد...........
لماذا تحاور وتناور في حرفي الجديد..........
لماذا تريد أن تدخلني جنتك .........وتقفل علي أبواب الحديد...........
أنا حرة أبية لا أريد القيود وأعشق الطيران فوق الجليد..........
أذيبه بنظرة من عيوني و إذا لم يمتثل أعلن الجواب الفريد.........
و أضربه بقسوة حرفي دونما تردد ولا ندم أكيد.....
و أتمرد حتى آخر نفس إن أراد وحتى إن لم يريد ......
قوانين عشقي صارمة لامجال للتمديد......
مجنونة أنا وهذياني ضرب من الوعيد.......
حب وخصام قرب وبعد وشيء من مزيج فريد......
نار وماء صيف وشتاء صد وشوق ....لم تر ولن تر له سديد....
امرأة غريبة حين أعلن أحبك في قلبي أقولها بلساني لا أريد......
فهل ما زلت تبغي حناني وهذياني ....أما زلت تريد.....
منية علي
*********
قالت له أحبّك و قد حان ابتعادي
قد ضجّ الفؤاد منك ومعك احترق
فأجابها أنت لي يا روح ودادي
مهما جافيتِ سيعود يوما الغرق
منية علي
*********
فتطايرت من سحره الأهداب
لي بالرّواسي الغاليات قصة
فاحت بعطر الشّوق والأحباب
وتداخلت بالنّفس الأماني و الرّؤى
حتّى بلغت منّي التّراقي و الهضاب
ولاحت بوجدان القوافي مجرّة
شقّت عباب البحر و السّحاب
فتمايلت وتناغمت شذراته
ذاك الذي هزّ الحنين والأبواب
وتجمّلت تراتيل الهوى لمداره
فتطايرت من سحره الأهداب
الرّوح للرّوح تتوق و المنى
أسقيه من حلو الكلام شهاب
والنّفس تاقت لمحراب الجوى
لا فسق فيه و لا أذى مغتاب
هل لي بسحر عيونك شاطىء
يرتاح فيه القلب دون عذاب
و هل للجفون منك مطيّة
تهديني ذاك البوح و الخطاب
ملت إليك و النّبض قد انكوى
هذا جنوني فأين منك الصواب
و تطايرت لك الأبيات وتناثرت
ألّفت منها بدل القصيد كتاب
و لقد سُجِنْتُ لجمر حبّك مرّة
ما جنسه هل كان لعنة وعقاب؟
وتقلّبت بالقلب نار مشاعلي
وتزايدت علّك تأتي بالجواب
منية علي
*********
عيدي اليوم حزين...
أفقت اليوم على تهنئة و أعياد
على كلمات ورد تنير كل الأكباد
لكنني أحسست ان حزني قدازداد
و أن حروفي لا زالت تعلن الحداد
ماذا اقول و نبض قلبي ذاب وماد
و لمن أبث حبي وقد آلمني البعاد
احترق قلبي يا أمي ومعه السهاد
منذ فارقت عالمي احاط به النهاد
جافتني البسمة يا عمري و الوداد
و أحاطني الشوق لك في انقياد
منية علي
*********
ويلاه يا قلبي...
أخبرتك ان طريق الحب ضاق
فما سمعت و لا قدرت الخبر
وقلت تمهل لا تبعث الأشواق
فانطلق نبضك ليهطل كالمطر
أيها العنيد اما اكتفيت فراق
وما سئم هواك نار تلك العبر
اتراه الهوى هو السم والترياق
ام انك صامد امام جود القدر
تضربك الأشواك فتبحر الأحداق
و يهتز في صدري وجع منهمر
اما زلت يا قلبي تروم المشاق
لقد هدني وجد الحبيب بسطر
تمنيت ان تغلق أبواب الشقاق
لتشرق الشمس و يهل القمر
ويلاه إن بانت منه نذر الوفاق
سترقص نبضاتي ليكتمل الوتر
منية علي
*********
ببعدك...
ببعدك ناري تضجّ الفؤاد
عتابي شديد فهيا أسرع
مللت جفاك بذاك السهاد
فبعثر جنوني ولا تقرع
بعثت إليّ صقور النّهاد
فصبرا طبيبي لن ترجع
حنيني إليك يزيد العناد
فمهلا أنيسي ألن تشفع
شقاق هواك يعمّ المهاد
لقوة قلبك صدى يخدع
أجول البرور و كلّ البلاد
فأحطّ رحالي ولن تسمع
منية علي
*********
مولاي...
شممت زهر الياسمين
لمّا عطّر الهوى رسمك
وتزيّن نبضي بالرياحين
لما بان بالعلا اسمك
توارت عيوني المساكين
خجلا لمّا دنا همسك
فقدّمت الشّعر و القرابين
لأفوز بجمال حرفك
وتجلّت خفقات الوتين
فبسويداء القلب شمسك
حرفي تاج السّلاطين
هو لك يشهد .حسّك
يفهم عشق المجانين
يرقي بشذى حدسك
يا وردة الحبّ و اللّين
تمنّى عطرها سحرك
و درع عشقي المتين
أقسم بالفدا حبسك
لاعذر لقرع المساجين
و لا تساومني بعتقك
منية علي
*********
إن هلّ نبض الأماني...
إن هلّ نبض الأمنيات الحالمة
يسرق من جفوني النّوم و الكلام
إن هلّ طيفه الغالي ولو لثانية
تشتاقه الرّوح والقلب في سلام
يرمي ورود الحرف الجالية
فتزهر في قلبي الودّ والغرام
يا فارسا ترجّل بعيون حانية
فأشعل فتيل النّار و الهيام
منية علي
*********
هلّ صباح العشق والعشّاق
فأينعت بقلبي أمنيات الهوى
مازال الوجد مازالت الأشواق
تعلو بنبضي كعاتيات الجوى
منية علي
*********
يا حروف الحب زيديني
نارا تلهب الحشا والكبد
يا رياح الشوق أريحيني
من ذاك العاشق في كمد
منية علي
*********
إلى روح تلك الغالية التي لا تغيب ..إلى قطعة من قلبي اخبرها ان حبري ما زال ينزف الما ووجعا لفراقها ...في ذكرى رحيلها الأولى ...جعلك الله نورا من انوار الجنة يا روح نبضي
وتضربني سياط الصمت ( على بحر الوافر...)
وتضربني سياط الصّمت لمّا
تجافي العين من بوح السكات
فزادتني بحار الشّوق شوقا
يعاني الوجد من هول الممات
ليعلو من رفات النّبض همّا
وجرح القلب في نزف السّبات
أتحرقني رياح التّوق سرّا
و بوح الموت من نطق الشّتات
فمن يجني من العبرات لّوما
و طيف الأمّ يبقي من ثباتي
فتخشاها حروف الحزن فينا
من الأرواح تهديني الفتات
ويحرسها دعاء القلب حينا
وفيض العين ذكرا في صلاتي
يفيض القلب بعضا من حناها
وبعد الموت في دار النجاة
ويسرقني سناها كل وقت
يمدد من هوى قلبي وذاتي
منية علي
*********
لكنّه ملأ الجفون بليله...( على بحر الكامل..)
إنّي سأرسم في الخيال قصيدة
عصماء فاض جمالها بقلاعي
قد جاءني ربان حب ضجّني
شوق يلملم مهجتي و يراعي
ما بين قلبي في الصّفاء و قلبه
تبدو العيون بواحة ومتاع
الحبّ و الحرف الرقيق ببحره
أضحى إليّ مسافرا لشراعي
ماصبّ من جفني بهالة دمعتي
إلاّ بملء خواطري و صراعي
لكنّه ملأ الجفون بليله
ليلات عمري فارقت أوجاعي
منية علي
*********
ومتى العبور يلوح كلّ قلاعي...( على بحر الكامل )
يا فارس العربان جادت أحرفي
وصببتُ نار الشّوق ملء يراعي
كم مقلة باتت تراقب هودجي
كم أحرفا ثارت لها اسماعي
مرحت و لاحت بالعلا بسماتنا
فهوى بنور الفجر وهج شعاعي
وتزاحمت بجناننا و تلاحمت
فاتى هدير الوحي والإمتاع
وعلت صروح الورد فلّة عطره
لاحت عطورالسّحر ملء بقاعي
آيات حسنك أُلْهِبَتْ بحشاشتي
شذراتها من مهجتي وطباعي
رفقا حبيبي سهم جفنك واحة
ملأ الحشا و القلب بالإجماع
كم من شهيد في هواك قَتَلْتَهُ
كم من دموع عانقتها ذراعي
أقسمتُ قسرا ماأتتك جوارحي
تهفو لنفسي لهفة المطواع
فمتى بربّك تنبري لقصيدتي
ومتى العبور يلوح كل قلاعي
منك الفؤاد تزايدت خلجاته
تروي القصيدة دون أيّ خداع
فتناغمت وتباينت همساته
شطآن وجد جُمِّلت بشراعي
من ذا الذي للعشق أوصد بابه
فتأوّهت منه الرّؤى أوجاعي
أمّا المحبّ جنانه موعودة
فيها الحنين يفوق أيّ صراع
منية علي
*********
صباحي على اغنيات هواك
مازال كما خلجات تطيب
وأنا السابحة في مبتغاك
وروضي شموسه لا تغيب
منية علي
*********
فتلك أنا عنود...( على الوافر..)
فتلك أنا عنود في ...مراكبها
وجمر الحرف في بأس القناديل
فإن رُشِقَ الرّدى أدمى سنابلها
فتَبْعَثُ نارها طيرا أبابيل
وبالباحات ضَيٌّ في منابرها
تضمّ مع الهوى فيكم تراتيل
وإن تُهْدَى بحرف في مقاصدها
سترسم في عيونهِمِ مواويل
كذا المشتاق يهوى في مناشدها
كعطشان إلى غيل الأراجيل
فيا ويلٌ لمن يرمي سواحلها
سترميهم بنار الكيد و الهيل
ومن يلقي ببيت في محابرها
تكون له كما تاج المراحيل
فلي عينٌ نذورٌ في محاجرها
فلو نزلت كنار في المناديل
فيا همسا علا حينا مقالدها
ويا حزنا أتى طورا أكاليل
ويا قبسا رمى شذرا مشارفها
تجلّت عند ناظرها أباطيل
منية علي
*********
مولاي...
شممت زهر الياسمين
لمّا عطّر الهوى رسمك
وتزيّن نبضي بالرياحين
لما بان بالعلا اسمك
توارت عيوني المساكين
خجلا لمّا دنا همسك
فقدّمت الشّعر و القرابين
لأفوز بجمال حرفك
وتجلّت خفقات الوتين
فبسويداء القلب شمسك
حرفي تاج السّلاطين
هو لك يشهد .حسّك
يفهم عشق المجانين
يرقي بشذى حدسك
يا وردة الحبّ و اللّين
تمنّيت عطرها سحرك
و درع عشقي المتين
لقد أقسمت بحبسك
لاعذر لقرع المساجين
و لا تغدرني بعتقك
منية علي
*********
نفسي لاتطيق نفسي....
ما بين نبضي ونبضك
تاهت بتلات إحساسي
ما بين قلبي و قلبك
رقيت بالورد جلاّسي
يجذبني سحر الهوى
ويهجرني جنون متراسي
تأسرني بعض الرّؤى
إن بانت زهرات قدّاسي
فيحترق الجمر بالجمر
وتروي الحروف أنفاسي
وما بين سطر وسطر
يبرق بالأفق نبراسي
وكلّما جلد الصّبر المنى
تطايرت لروحه أجراسي
أمازال يقبّل أرض اللّقاء
ويذرف دموع انحباسي
ما عادت تطيقني سماء
و لانفسي تطيق وسواسي
ماعاد الصّبر لي دواء
وقد ضقت ذرعا بكرّاسي
يعاندني ويزيد العناء
بالصفحات اسمه رواسي
و يعاتب لو بان الرّجاء
بعيون هي كلّ حرّاسي
منية علي
*********
و نطقت أجراسي....
أقسمت منذ هجرتَ شواطئي
أن لا يخترق الحبّ أنفاسي
و توعّدتُ النّبض بخافقي
سأغتاله إن عصى إحساسي
نذرت لكلّ من يعاندني
أن لا يذكر اسمك جلاسي
و تمرّدَتْ عليك صبابتي
و بانت بالمرايا الرّواسي
داريت جمر...حشاشتي
ففاضت كؤوس وسواسي
أعلنتها حربا وساحتي
هدّت صروح ..نبراسي
تعالت أبيات محبرتي
رويدكِ إنّه ذلك القاسي
فشقّت الحروف مقلمتي
إيّاكِ و لدغ .. الأماسي
هل يكون العشق ملحمتي
أم عذاب كتب على راسي
فمهما اختنقت بك عَبْرَتي
نطقت بالحبّ ..أجراسي
منية علي
*********
إذا كانت حروفك تشتاق اللقى
فحروفي ضرب من الجنون
إذا كان الحب لقلبك ...دوى
فالحب عندي سحر. وفنون
منية علي
*********
حروفي للحب عاشقة
وهمساتي ضرب من الدلال
دواويني محبرتها شافية
تزيد على القوافي الجمال
منية علي
*********
طافت به سفني...
طافت به سفني كالموج الهادر
وأغرقت بالعيون الهوى والرّكاب
هامت به كتبي وهو يكابر
وسهام عشقي كالمنى و الحجاب
زلزل خافقي نبضه السّاحر
فارتجّت بالرّؤى القصص كالسّحاب
و بمعبد شعري حرفه الآسر
بات بالقلب كما الجوى و الكتاب
يا خافقي مهلك فحظّك العاثر
أن تلقى منه ...همسات العتاب
رويدك أيّها القلب الماكر
سيأتيك يوما.. و يزيل العذاب
وكلّما بان حرفه النّادر
بانت بالمآقي دموع السّراب
لتزيد من نار لا تغادر
بركان عشقي ..لذاك الشّهاب
أما زلت أيّها النّبض تعافر
وتتحدّى منه جمال.. الغياب
آه لو يعلم شوقي الهادر
لما غاب عنّي لحظة وما تاب
منية علي
*********
ساءلتها فلم البعاد منيّتي .
قالت انا مثل الوريد حذاك
ولقد ذكرتك في الصباح وفي المسا 
هل يا ترى يا من سموت اراكا
يا ملهمي للحرف لا تجفو الضنا 
روحي وقلبي والعيون فداكا
عبد العزيز بشارات
فأجبته وسنا الدّموع بمقلتي
أنت المنى لروحي وهي فداك
و لك أذكار الصّباح مطيّة
تعلو المحابر فيعلو بها هواك
و إلهام الحروف بلسم اسمك
عزيز أينما ولّت تروم رجاك
قال:
يا منية الخير يا أنوار قافيتي ....أهلاً وسهلاً بمن في القلب مسكنها
يا من بحضورها الحرف يأسرني..هلّت و هلّ النّور لمّا اعتلت منبرها
فأجبت:
إليك ترنو الحروف زاخرة....بأطياف القريض و ما حوى
وبك تشدو البحور سائلة.....هل من مزيد فنبضي قد انكوى؟
منية علي
*********
عيدي أروع الأعياد....
يا من سكنتم الروح والحشا
وبباقات الورد صنتم ودّي
يا من وهبتم بحبكم الوفاء
و بالرضى عبرتم نوردربي
سأنظم حرفي حتى المساء
علّه يبلّغ فرحتي و سعدي
أنتم يا سندي و كل الفداء
أهديكم الياسمين ووردي
أنرتم اليوم حتى.. السماء
لمّا شاركتموني... شدوي
أنا أميرة بكم ولي رجاء
أن لا تغيب شمسكم عندي
فأنتم منارة القلب و النّقاء
فلا حرمت وهذا عهدي
وهبت حياتي لهذا القضاء
وبايزيس معكم مجدي
منية علي
********
عهود بجرّة قلم...
لمعت عيون الحبيب لمّا
تهاطلت كلماته كالمطر
قال أنّه على العهد حتّى
لو سكنت روحه المدر
و أنّي له المنى و جمرة
زيّنها بباقات حبّ القمر
و جاد بألوان الحياة مَرَّة
فخلتني فوق السّحاب أمرّ
و سقى بالبوح و الشّعر
جناني فأزهر فيها الشّجر
و زادت في خلجاته نبرة
كتمت بأنّات الصّبر الخبر
أخبرته أنّ الثّنايا مُرَّة
وأنّي أدقّ ناقوس الخطر
وقلت أنّني أبيّة و حرّة
غزاكبريائي حكايا البشر
أمّا جنوني فشوكة مضرّة
تخز بحرفها سوء القدر
ولوذابت حروفي بجرّة
فهي للعشق و السّحر
و إن تكدّرت لحظة برنّة
أعلنتها حربا ضروسالاتذر
فهل يا ترى عهودك مصرّة
أن تكون لي طول العمر
منية علي
*********
هذه أنا عنود في مراكبها
جمر الحروف لديها قناديل
من يرشق بالردى سنابلها
تبعث بنارها طيرا أبابيل
منية علي
*********
خطف البحر ومضة من سناها
فتلاطمت أمواجه بلا عنوان
سرق الهوى قطعة من رداها 
فشقّ هائما الأرض و الأكوان
منية علي
*********
قبل أن تعلن الرّحيل...
دعني أملأ الكؤوس من المآقي
إن أعرض عنّي خافقك الملتاع
دعني أدعو الصّبر إلى التّراقي
أيّها الظالم الذي جلدتك الطّباع
تهجر قلبي ..فيشكوك انعتاقي
لنبضك أيّها المارد المطواع
إن قلتها اللآن سأريك انشقاقي
وكيف تكون القسوة كالضّباع
أضرب الحرف فبه احتراقي
الذي سيشعل نيران الوداع
يومها الموت سيضيء إشراقي
لتتوهّج القلوب بمرايا الصّراع
قبل الرّحيل أهديك ترياقي
حروف العشق.. بكلّ البقاع
أقسمت أنّك حصن أعماقي
و إليك ألوذ كطفل اليراع
حنّت إلى الحبيب ثنايا التّلاقي
وهو يلملم بقايا.. الشّراع
و أنا الكبرياء يصون أحداقي
فتمهّل و داري جنونا يطاع
منية علي
*********
يا شوقا يعصف بوجداني
أمازلت تتساءل عن الهوى و الحياة
وقد ملأ حبك ناري و أركاني
أمازالت الحيرة تسكنك حتى السماء
و أنت من علّمني عشق الأوطان
ارفق حبيبي و إلا سأعلمك البلاء
فقلوب النساء ان نطقت ببيان
تحرق النبض و تبيح... كلّ الفناء
حتى لايبقى إلا جنون شطآني
فاحذر من نظرة تلك ..الغيداء
لو أطلقت سهام الحرف بثواني
تخطف الأبصار إن هلّ المساء
و تشدّ الآذان بأحلى ...الأغاني
أمّا إن نطق قلبها بالحب والحياء
فارم رايات الجوى بكلّ مكان
تشحذ من صهوة الأقلام رجاء
ليزدان بها عبير كلّ الأكوان
و إن قدمت لها فروض الولاء
أخفتك رموشها عن الإنس والجان
عاشقة هي لكلّ بذور العطاء
وتعشق من هواه كنار البركان
منية علي
*********
و من العشق ما قتل....
وإن جالت عيوني تحاذر
أَسَرَهَا رمشك القاتل الفتّان
و إن بانت شجوني تعاقر
لوعة الشوق يا رنّة العيدان
دعوت لك نبضا يعافر
لتتربع على عروش الزّمان
و لازلتُ بمرساتي أثابر
لأرقيك من كلّ إنس وجان
أما ملّ هذا القلب يناور
و يصبو للهوى والجنان
أما زال حرفك يحاور
عاتيات الجوى بالمكان
رحماك و ها قلمي يبادر
معلنا لك الطاعة و الأمان
وإن خيّروني فالخاسر
من يقبل دخول الرّهان
فإن قتلوني روحي تسافر
لتعشق روحك بالأكوان
أما يكفيك ملاكي تكابر
وبعيونك شذرات الحنان
منية علي
*********
في سفن الهوى قانوني..
حذّروني حين لمعت عيوني
ويل لكلّ من يسير بذاك الطريق
سألوني وقد اكتحلت جفوني
بشامة العشق من يا ترى الغريق
ذاك الذي سلب منّي جنوني
بتّ أعانده علّه يطفئ الحريق
كتمت خجلا نار شجوني
فباح القلب بالوجد الرّشيق
أبني بحجر صوّان حصوني
فيردّ صداه أنتِ كلّ الرّحيق
و قسرا أذيقه نار ظنوني
فيردّ أما مللتِ؟ أنا لكِ رفيق
في سفن الهوى قانوني
رميته بقعر بئر عميق
أشعل قلوب الهوى بفنوني
لتعبر زمان ماض سحيق
إنّه العشق يثير ..محوني
فآه من النّبض الرّقيق
أعاتبه كلّما زار ..عيوني
طيفه ..فيزداد فيها البريق
منية علي
*********
تغتالني الأشواق....
ضاعت طيور العشق بيننا 
واكتملت حكايا الحب و الغرام
زارت مواويل الهوى بيتنا
فتعلقت عيوني بكلّ سلام
ترقب سبل الوداد بحيّنا
جنّ القصيد بالبوح والأحلام
أنا التي رجفت أوتار قلبها
فلم العتاب ؟ ...يكفيني ملام
وإن كتبت أبياتا بشعرها
عشقتها القلوب والأقلام
نار الحروف تزيد أسرها
بان لظاها كشعلة الأوهام
أما حان بذاك البئر رشقها
ليعمّ فيها السّلم والوئام
يبدو قريب الروح بوحها
إن نطقت أطلقت اللّجام
جال الوداد يراود سحرها
فهزّت بحرف يقطر أنسام
رشف الحنين بقايا بحرها
فكادت له من ثغرها أنغام
منية علي
*********
أشتاق كلماتك التي تلهب النّاربإحساسي
فمتى تحنّ و تبعث أبيات الغزل
أشتاقك بقدر الهواء الذي يخترق أنفاسي
فجد يا حبيبي شعرا كان أو زجل
منية علي
*********
تعبت حكايا الحب من جديد
وهي تغازل حكم عشق الهوى
أمرت والأمر نافذ ...كالحديد
ما غاب بالخفقات .....الجوى
هلّت حروف سحرك.. الفريد
أشعلت في القلب ويلات المنى
و أنا التي أحبو لشعرك كالوليد
ما زاد ركباني إلا نبض انكوى
أيّها الهيمان تاق شعري للقصيد
وما زلت أنوي الغوص في الرّبى
منية علي
*********
وماذا بعد الغياب ؟؟
سوى حرقة في الروح 
و ألم حتّى العذاب
وماذا بعد الشّجون؟؟
سوى رجفة بالقلب
ليزيد منّي الجنون
فلم الوجع و العتاب؟؟
وقد سكنت الحشا
يا أروع الأحباب
ولم الحسرة والذّنوب؟؟
و أنت الغالي الذي
عشقتك كلّ القلوب
كفاك حبيبي ظنون؟؟
و راعي لوعة النّبض
و استسلم لتلك العيون
مالي أراك أسير؟؟
اعترف يا ملاكي
فقد غدوت الأمير
أليس حبّي مناك؟؟
انطقها يا طبيبي
لتبلغ ...الأفلاك
أ تقولها دون رجوع؟؟
لأوشّي بها شعري
و أخفيها بين الضّلوع
منية علي
*********
قسما....
قسما بنيران عشقي التي
أحرقت الأخضر واليابس
قسما بسحر عيونك التي
جعلتني أميرة كلّ المجالس
لأغزلنّ لك من الحروف
أطواق شعر تنير المدارس
و لأكتبنّ على جبين القمر
أحبّك رغم الجفا والمتارس
و لأختارنّ من الأزهار
أشذاها لأنثرها بين المحارس
و أجعل قلبي يهيم بك
حتّى لو وقفت بيننا الأشاوس
و أردّد اسمك كلّ حين
أتنفّسه كما الغريق الحابس
و أتلو بعض آيات الجوى
لتذكّرني أنّك لي الحارس
و أهفو كما الطّفل النّديّ
لكلّ حرف منك يؤانس
و أستطيب بروح المنى
جمال وقع رنين المحابس
منية علي
*********
ولازالوا يتساءلون ...
بين أطياف الحروف
من هو أو من يكون
فوق أهداب الشظايا
تحت أوتار الجنون
من ياتراه ..منايا
المحتلّ قلبي بسكون
تنطق كلّ المرايا
مالكم لا تلمحون
وتتلملم فيّ السّجايا
هو ساكن بالعيون
هو النّبض والحكايا
فلم الحيرة والظّنون
كم أعشق منه الهدايا
كلّ عمري له يهون
حرفه العالي عطايا
زادها عطرا يصون
و له ترنو الصّبايا
للدّلال مع.. الفنون
فرفع قلبي القضايا
عاتبا أن لايخون
وبين عقلي ورجايا
علقت كلّ الحصون
زادها نبضي عصايا
له عشقي و الشّجون
منية علي
*********
لترشق السّهام....
يا صاحب القلب المليء بالعفاف
هزّت صروح العشق أشرعي
و بعد أن بانت كلماتك مع الكفاف
رحماك من نبض أسير مشبع
رقيت بك الحرف على الضّفاف
فازداد وجد البوح المترع
ارم رايات الجوى مع الزّحاف
و إلاّ هجر شطآنك مفزعي
قد ملّ الهوى منك ذاك الجفاف
وعاتيات العشق بمصرعي
و كلّما انتزع الحشا منك اعتراف
تعانده بلحاظ عينيك و تسرع
قد جنّ القصيد و تعلّق بالشّغاف
و حان نفور الرّوح لمنبعي
أميرة البيد تجرّعت منك الزّعاف
فاستوطن صولجانها الأضلع
تهاوت حروفها إليك بالآلاف
فما لك لاتحنّ و لا ترجع
رويدك وقف بذاك.. المطاف
فلا ندم ينفع بعد التّصدّع
الحكم بَيِّنٌ بالعادات و الأعراف
لترشق السّهام بذات الموقع
منية علي
*********
حبّ و أطواق...
حين انبلاج الحروف منك
تصيب غيوم الهوى الإشراق
و لمّا تداري السرّ الدّفين
يجيب نبضي بما لايطاق
أيّها المتسلّل لقلبي الحصين 
دع خافقي يحلم بالانعتاق
ما عاد الجوى بالوتين
وماعادت تكفيني الأشواق
غفت قلوب العاشقين
وتاهت الدّموع بالأحداق
أضحى الحبّ كالكمين
تشعله الآهات و الأوراق
ولّى زمن قيس من سنين
فتغيّر المجرى بالسّياق
هطلت ومضاتك لتستكين
بالحشا رغم الفراق
وكلّما نزفت بالحنين
داوي عبراتك بالترياق
تذكّر حكايا العابرين
وكيف تهاوت الأعناق
وكيف استشهد الأنين
بخلجات الحبّ والأطواق
فالعشق نار المحبّين
يكوي القلوب بلا عناق
فارأف بحالك يا أمين
قبل أن يصيبك الإخفاق
منية علي
*********
تلك القصيدة....
كيف أرسمها و سحرهواك
يجثم على عروش أنفاسي
هل أكتبها ومرايا رضاك
تقترب وتحنّ كأجراسي
تلك القصيدة في مبتغاك
زلزلت جنون إحساسي
حرفها نار يرجو لقاك
وبيتها سهم يشقّ نبراسي
فماذا لو رصّعتها بهداك
أو زدتها رنين قدّاسي
ولو بانت بعيون سماك
أحفظها بقلبي وكرّاسي
تجلّت قصيدتي في رباك
تعلو وتدعوك يا قاسي
فمازال شعري لرقياك
يهلّ بحلول الأماسي
غرّد و حلّق ...فدنياك
شهد بعمق ....الرّواسي
و اترك قصيدتي العصماء
لا تكتمل يا عمري الماسي
منية علي
*********
اشتقت داخل عينيك للسّفر....
يا صاحب الحرف الأنيق إنّني
اشتقت داخل عينيك للسّفر
أيّها المشتاق الغريق بجنّتي
قد هامت الرّوح إليك يا قمر
حرفي الجريح ينادي بالدّجى
اعتق جناح الحبّ قد فاح الخبر
نبضي الأسير يناجي للتّقى
فارأف حبيبي قد تاق قلبي للوتر
راجت بوارق بوحك للجوى
فاهمس بأبيات الغرام و الخطر
إن بانت بك الأفراح تضجّني
مالت دروب العاشقين للعبر
ما ذنب أركان القصيد تهزّني
فاهتزّ منّي النّبض المستعر
ما بال أشجان القريض تلفّني
فاعتلّ عبق السّامقات بالسّهر
داري طبيبي نار عشقك و الهوى
حتما ستأتي رياح الوجد بالعطر
ارحل ففي الرّحيل.. حياتنا
ليلتقي جنون الحبّ مع السّفر
منية علي
*********
نبضة حرف و رجفة قلب
أبحرت على طرف القوافي حروفي 
و أنا هائمة ببحور الشعر و الإثراء 
أراهن على رجفة قلب.... لقطوفي 
ونبضة حرفي تتهادى في كبرياء 
كم تمنيت البعد رغم ....صروفي 
لكن شمسك خسفت بكل... البلاء 
أيها الجاثم في سنين .....وقوفي 
أنت بعضي الذي ابتلي... بالعداء 
كم أهوى فيك القسوة مع ظروفي 
فالسعادة أنت حتى لو بها أنواء 
جنّ القصيد وحنّ رغم كسوفي 
وتعالت الهمسات بكل .....حياء 
تعانقت الجروح ....مع عزوفي
ونجمك ساطع يعلو في السماء 
يا جنون العشق رجوت شغوفي 
أن يقطف الياسمين ..كل مساء 
فتريث حبيبي و حاذر ..سفوفي 
يا ويلك هجاء قصيدة عصماء 
هات حرفك المعتق..... لألوفي
لأهديك ودّا من يد..... الحوراء 
بدر الدجى هبّ مع.... الهفوف 
فطوقت نسماته ربوع الصّفاء 
ملأ القوافي و أسدل حروفي 
ففاضت محبرتي عشقا و رجاء 
سرجت الكلمات ببريق السيوف 
لأطوع الموانيء ...لهذا اللقاء 
هدّني الشّوق و اغتالتني عروفي 
وبدا لي الوهم أجمل من البقاء 
يا ملكا تربع على عرش طروفي 
وافترش نبضي سجادة عفراء 
ذرفت له الدمع وقت..... أزوفي 
و أبديت لك الحب مع.. الولاء 
لكنّ التمرّد عادة من....وروفي 
و لأني عزيزة القول و... النّقاء 
آثرت التريث في سبات كهوفي 
وغدت أحلامي جليدا دون ماء 
ولجت العواصف مع رصوفي 
و نجوت منها كالوردة الفيحاء 
إلا زوابعك أقضت.... رجوفي 
فارتعش قلبي و أصابه الإقواء
منية علي
*********
سئم قلبي سنواتك المرّة العجاف
أما آن لهذا الغيم... أن ينجلي
لست زليخة لأصبر على الجفاف
ولست يوسف حتّى قلبي ينكوي
يا من سخّرت له النبض مع العفاف
يكفيك سهدا لعشقي المرتجي
منية علي
*********
ابعث بسهم العشق يقتلني
فالنبض مال و اشتدّ الجوى
وارق عيونا باتت تعاندني
وجنوح نفسي أرداه الهوى
منية علي
*********
تتكلم عن النبض وكأنك بريء لاتعلم
والنّبض منك ضجّ و بلغ السّماء
تهمس بكل حبّ وكأنك أبدا لم تذنب
و عاتيات العشق تنبئ.. بالبلاء
يا من له سلمت القلب وكل حرف ينطق
أما زلت يا سيّدي تؤمن بالجفاء
استعد للحرب و لهذا العشق المضرب
سأعلّمك كيف تشقى لتقدّم الولاء
منية علي
*********
احترق الجمر بالكبد...
هزّ إليك بحرف النار ..يا سندي
واتلو من الآيات ما يرقي وما يردّ
قد هجرتُ شطآن السّعد في بلدي
فتعالت النيران تلسعني.. و تزد
النارُ بالنارِ قد تخْبو في حشا كبدي
و الجمر بالجمر قد يقوى و يستبد
إن صببتُ لظى الأوهام تحرقني
فقد شحذت القلب بالغيرة والكمد
حنّ الغريق لأجيج هبّ يجرفني
فسيّان عنده الاستيعار ..والبرد
ما همّني عسس العشّاق ترقبني
أولحاظ العازلين تتحفّزمع الجند
كلّ الأسوار باتت لعينيك توصلني
حتّى لو هلّ جنود الأرض والبلد
قد جفّ الدّمع والأحداق تمهلني
ندى الصّباح لتجود بالورد والمدد
أمّا الغدر فمن زمان كاد يقتلني
سجّان أنت فأطلق نبضي وابتعد
يا سيّدي قد ثارت الأشواق تسحبني
فآثرت أن أسفك روحها عن عمد
ولو بانت بالرّؤى تراتيل تؤرقني
سأهدر دمها المسفوك المضطهد
هذا بياني وريشة الحيران تلهمني
سحب السّيوف و نزعها من الغمد
منية علي
*********
الحروف و الحيل...
إن هاجرتُ، فإلى سواحل قلبك
ترتطمُ الأمواج و تُغْلَقُ السّبل
ومهما كرّرت ، فيكفيني أنّ حبّك
سكن الرّواسي و أعاد المُثل
أيّها المجنون بشذرات حرفك
أرهقت منّي النّبض فزاد الحمل
درر الكلام توشّي ربيع شعرك
فهلاّ زدت بوحك ليكبرالأمل
أمّاغروب حرفي أحطته بنثرك
ليشعل مباهج ..الجرح المندمل
غرقت أبياتي بعاتيات وجدك
فحنّ لك القصيد و هلّت الرّسل
ارحمني فمنايا تعطّر بسيفك
فتناثر أريجي بموكب ..جلل
وارشق بالسّهام عبير سحرك
ليكتوي الفؤاد و يثور على مهل
تقتلني الأشواق لو تسمّر غيثك
فأعاتبها قسرا إن هلّ سأرتحل
و بغتة إن بانت تباشير شمسك
تشرق بالنّفس الحروف والحيل
منية علي
*********
سألته بالله من صور هذا الجمال
و أتقن الرسم فزاد الدلال
سبحان الله .فعاشق هذا الكمال
شهيد عند ربه دون جدال
منية علي
*********
سيدي..ما أصعب هذا السؤال
فهل الحبّ جنون عندما يسود
كيف تريدني أن أفسّر بالكلام
ما قيل أنّه جنون حينما يعود
منية علي
*********
ومازالت الذكرى إليك تقتلني 
و مازال بالقلب عبق الحنين 
و الوجد للقاء عينيك يجذبني
فحروب الجوى تلهب السّنين
منية علي
*********
ما زلت صهوة الحرف أعتلي
و أطرق أبوابا تشتاق الجوى
و ما زال شعري للحب يقتفي
إن سرجت أقلامي هلّ الوغى
منية علي
*********
أتظنّني....
أتظنّني سأسقي الزّهر من وجداني
حين تلوّح بالهجر ...والغياب
أتريدني أن أقتل الورد في شرياني
لمّا تزيدني في لظى .. العتاب
يا واجما خطفت الودّ من أركاني
رحماك ربّي من هذا العذاب
اشتاق نبضي وانكوت ..أشجاني
من لوعة العشّاق و الأحباب
رجّ الذي بالعين قد .....أخفاني
واعتلّ منّي القلب و الأهداب
حرق القصيد صهوتي.. وحناني
و اهتزّ عرش البوح و الكتاب
أفكلّما أشتاقُ الجوى ..أضناني
شذر الأماني وزلّة الألباب
قلّي بربّك هل ارتوت أغصاني
أم ذاب جذعها بحرقة المرتاب
أنا الأميرة والكبر في سلواني
امكث مكانك ليأتيك الجواب
مازال حرف العشق لم ينساني
و صولجاني لا زال في القباب
منية علي
*********
يا من نذرت له القصائد..( على بحر الكامل )
يا من نذرت له القصائد كلّها
قد ناهض القلب العليل لقاه
علمٌ أتى سكن الأحبّة بالحشا
نور تجلّى اسمه وهواه
فمحمّد بدر التّمام و وصفه
عالى بدور الكون حين تراه
صلوات ربّي قد أتت نور له
في كل شبر بالهدى غطّاه
سبحانه قال : الأمين الصادق ال
محفوظ كل قد هوى تقواه
قد علّم الدنيا بكل فريضة
و تشوّقت روحي إلى نجواه
يا ليت تلك العاتيات من الرّؤى
ستذيب صخر الصّبر من رؤياه
ليت الذي أمر النّواصي كلّها
قد مدّني في الشوق من ذكراه
أهديته روحا تناجي أحمدا
فمتى ستنعم أعيني بثراه
ومتى أشاهد في منامي حلمه
فتطيب أحلامي بسحر سناه
منية علي
*********
شرقية الهوى...
أغار عليك من هدوء اللّيل
يا قمرا أنار بضوئه وجداني
أغار عندما تسامر النّجمات
وتتظاهر... بتركي ونسياني
شرقية أنا ، وبحوري عميقة
تغوص... بشمسي وشرياني
مجنونة في ضروب الهوى
تارة ...أحنّ و أبثّك أشجاني
و أخرى أقضّ ..مضاجعك
وأثقل قوافي الشّعر بركباني
عنود في ركوب العصيان
تصدّني. أمّا النّبض فيهواني
تظهر نار ...هجرك وجفاك
وقلبك يدعو عيوني وحناني
أهواك أقولها وصدري مثقل
بألف قصيدة و ألف بركان
مولاي.... زرعت ورودي
وعبرت... شواطئ أحزاني
اخترتك ....يا مالك أمري
فراع ......شموخ أركاني
حوراء ...وحروفي حسان
عيّنتك ....وصيّا لأوطاني
كبرياء العشق .....يقاتلني
تقبّل جنوني و ...قرباني
في جوف اللّيل ..أناجيك
وطيفك يبرق.... بعنواني
يا ليت جواك ....يباغتني
وسهامك تحرق عصياني
وجعي من عينيك أراوده
أقضَّ شذرات.... أوثاني
سكرات الحبّ تطاردني
لتهزّ صروحي و هذياني
لملمت جراح ..خاطرتي
ونثرت الودّ.... بشطآني
كحّلت الشّعر بمحبرتي
وذرفت.. النّثر ببستاني
هيّأت العطر....لسابقتي
ونسجت .....أروع تبيان
دثّرني من عبق خواطرك
واحضن بالحرف إيماني
غزل الأبيات يشاطرني
بالوصل يحاكي و يعاني
ألهبت..... بروج أفئدتي
وسحرت محراب بنياني
هلّ الغرام ....بعاصمتي
و احتلّ الهمس و أضناني
يا حبّ العمر.... أناشدك
اعتق صرخاتي وهجراني
سلّم مفتاحك..... لمملكتي
أو تحمّل جنون عصياني
منعني.... نور لواحظك
فاشتدّ القيظ .....لزماني
أرقيك من شرّ مساجلتي
بالمسك وعبق الرّيحان
منية علي
*********
برد وسلام ....
حروفي الحارقات برد و..سلام
على من استوطن الحشا والقلب
ذلك المسافر في العيون و الكلام
ذلك العاشق الولهان ...المقترب
كلّما حلّ المساء في هدوء ونظام
حلّ حرفه المجنون المضطرب
كلّما كانت الرّوح منه في ..أمان
هزّتني حروفه السّامقات كاللّهب
أشعلتني أحرقتني ألهبتني بالملام
فتيلا من الدّرّ والياقوت والذّهب
سابقت خفقات تئنّ .....بالحنان
فآه لو زاد في البوح و. الشّغب
فارسي تربّع على عرش الجنان
فخطف نبضي العليل المرتقب
هو يشتكيني للسّماء ..بالكتمان
كأميرة العشّاق و هودج الخطب
يرميني بلحاظ الحنوّ و الرّيحان
و نظراته مليئة بنار الغضب
ذلك الشّرقيّ اجتباني من زمان
و عبر شطآن قلبي ..عن كثب
هو نبع الكبرياء ،فارس الميدان
به يشتدّ حرفي ليطير كالسّحب
منية علي
*********
بعض الورود يزداد عطرها وجمالها
إن سقاها طلّ الصّباح ببعض النّدى
و يتفتّح على الخدّ زهرها و أريجها
إن بان بتلك اللّحاظ جنون الهوى
منية علي
*********
قال لها ...
يا منية الروح زيدي روعة ً وهوىً
ما الحسن الا جمال الروح ما نقصا
اني أراك كازهارٍ يزينها 
طل الصباح اذا ما فوقها رقصا
فقالت...
يا منى عمري اهتز الجوى
واضطرب مني الجانب الأيسر
يا ربى صبري حنيني لك
فياليت خافقي بك يبحر
منية علي
*********
إلى المتربّع على عرش القصيد
أيّها المتربّع على عرش القصيد
رغم أنّك تهرب منه في الزّحام
أيّها العنيد مع كلّ حرف جديد
أ أكتم الوجد أم أزيد في الكلام؟
حلمت بغيمة صيف من بعيد
تمطر أحلاما تبعثرت في المنام
بأنّي لملمت ما بقي من الوريد
و شددت شراع الحبّ و السّلام
نَبْضُ الصّباح توارى كالعتيد
يهيم بأمنيات العشق ..والغرام
أمّا المساء فشاء لي القدر الحميد
أن يسكن جواه البوح المستدام
هات منك حرفك الشّهد الفريد
فإليه تجنح الدّمعات و الوئام
قل حبيبي فعطر الشّعر المفيد
قد توارى خلف سطرك والمرام
إن كان وجعا فقلبي بات كالحديد
تلهبه القوافي فيستكين بلا ملام
والحبّ يهفو للجمال و للقصيد
والدّرب غالبني فجافيت الخصام
منية علي
*********
دفاتر قانونه
يا من سجد في 
محراب عينيه القلم
و تاقت محبرتي
لحرفه وفنونه
يا من رسمني بقلبه
أروع ....نغم
تاقت حروفي 
لبوحه و جنونه
كلّما هلّ المساء
و ثارت منّي الحمم
و اشتقت لبعض
أبياته و شجونه
تعاكسني الأمنيات
و تشحّ .....النّعم
فتغيب قوافيه و جفونه
آه من هذا القلب
آه من هذا النّدم
كم يدمي منّي الحشا
أمعقول لا يصونه؟
وكلّما همس لي بِنَعَمْ
لا حيلة بيدي وبخافقي
فكم هي ماكرة عيونه
أهو حجر صوّان 
أم نبضه صنم
مللت هذا الهجر
حين تتفتّح سنونه
زد حبيبي صدّك
و بالغ ...بالنّقم
إن عاد لدياري
ستفضحه ظنونه 
و سيتحوّل عشقي
لحكايا و...حِكم
ترويها الصّبايا
في دفاتر قانونه
منية علي
*********
إن رماك الهوى....
إن رماك الهوى بجناني
فأمواج عشقك عاتية
ومن كانت بالحشا بثواني
عيونها الحور قاتلة
ذاب سيفك البتّار و رماني
بصحراء قلبك القاحلة
أنا العزيزة إن هلّ ركباني
سجدت له القوافي الثّائرة
و إن بان الجفا فعنواني
غيوم محيّاك الماطرة
اهدأ حبيبي فمن غواني
سكنات سهمه غارقة
تلهب جرحا بشرياني
فيا ليت شذراته جارفة
هدّ وصدّ ثمّ ناداني
و لشعره نبرة ساحرة
فما دريت ألبّي ببياني
أم أعرض بتلك القافية
منية علي
********
كتمت بالحشا كلّ الحروف
فهلّ ركبها الجلل بألحاني
كتبتها وزدت ببعض الألوف
علّ قلبه القاسي يحنّ ليلقاني
منية علي
*********
ناقوس الخطر ....
أقسمت وأخذت العهد من زمان
أن أغلق قلبي و أوقف النّبضات
شددت العزم ورفعت ....الرّهان
ونسجت القوافي بحروف سامقات
سكتّ عن فنون الحبّ و الهوان
فجادت محبرتي ببعض العبرات
كتمت... كلّما لمحته في المكان
كبريائي عنيد..... قتل الخفقات
تحدّيت كلّ الكلمات... الحسان
وأعرضت.. عن ردّ الجمرات
ألهبت فؤادي ..سكنات الحنان
فدفنت إحساسي مع السّكرات
يبثّني لواعج القلب و الوجدان
فأتغاضى بردّي عن الاعترافات
لي خافق لو عشق منه الجنان
سيحطّمه الفراق ولوعة الشّذرات
رحماك ربّي من عاشق ولهان
يعذّبه الجوى فيطلق الزّفرات
أشعلت حروف الهوى والنّيران
ستلهبه لأنّي سيّدة العاشقات
منية علي
*********
الحياة لحدّ الممات...
مجنونة لو غاب عنّي حرفه
لتعالت بقلبي ..الصّرخات
متيّمة مع بزوغ.. فجره
يقتلني صداها آلاف المرّات
ما للهوى يعبر أسوار بحره
و يناديني للغرق من سكات
ما لهذا الباب العظيم بسحره
يفتح على مصراعيه الومضات
إن لم يتب فارسي عن همسه
سأشتكيه و أستزيد للنّبضات
فحروفه الفاتنات بشعره
يرمين قلبي بأفظع الويلات
وسيوفه الوامضات بنثره
يزرعن فيّ الحياة لحدّ الممات
لو لمس طرف الرّماد بخدره
لتحوّل ألماسا يبرق بالظّلمات
هو اعتلى ربى قلبي ونبضه
فما عادت تكفيني فيه الكلمات
و لو بان بالدّجى على رسله
لتهاوت بالحشا نيران كاويات
منية علي
*********
و بان عبير حرفه....
دقّ قلبي لشذى عبيرعطره
فزلزلت كياني تلك الكلمات
ومال شعري لجمال شعره
أوّاه يا نبضي من الرّجفات
بان الجوى فهفّ رنين سحره
وتعالت بربى القصيد الخفقات
يشتكي أنّي الصقيع ..لصبره
لو جنّ حرفه لأشعلت الشّذرات
كالهاجرة هو إن جلجل بحرفه
أذاب قلبي بحكايا العاشقات
و إن ماد بجمال البوح أسره
سجن روحي جنون الومضات
أيّها الفارس المثير بحدسه
ألهبت حروف العشق الفاتنات
أيّها السّاكن بالوريد رسمه
دع وجلك يدخل في سبات
ارم بغياهب الجحور فقره
و اتبع قلبك العليل بالحياة
هات بديع الحرف فشدوه
يرقي أريج نظم السّاحرات
منية علي
*********
دع قلبك الولهان يخبرك
كم اعشق اليه... السفر
دع رمشك الحيران يطربك
ان سهامي رشقت كالوتر
منية علي
*********
وثبت الأمر...
مازال قلبي غارقا
في روعة الغزل
مازلتُ يا محبرتي
أكابر في ..الجدل
هل أنا عاشقة..؟
مجهولة الوطن..
هل أنا واهمة..؟
ثابتة ...الخبر..
أيقونتي ..فريدة
في الحبّ والزّجل
هو فارس الأشعار
و ركبه ..جلل..
وكلّما رقيته ...
أسمعته الأمر..
زلزلتُ كبرياءه
برقّة الوتر....
أجّجتُ عنفوانه
كرونق.. الفجر
يا ملهم قيثارتي
و ساكن ..المقل
يا واهبا مقلمتي
الورود مع الأمل
أهديتك خاطرتي
تُسَابِقُ.. السّحر
تسابق خفقاتي..
و تحسم الضّجر
و إن بقيت ثائرا
كالموج والبحر
و إن بقيت حائرا
يا خاطف القمر
فسر حبيبي واثقا
من روعة السّفر
بين ثنايا الرّوح
و الوجد المنهمر
فلا تقف متثاقلا
صوّانا كالحجر
وجد بنبع حرفك
ليرمّم .. السّبل
منية علي
*********
عاشقة حروفك....
والله ما ذرفت دمعا و لا غرقت
روحي إلا من روعة حرفك الفتان
وما غاب عني الكرى وما سئمت
خفقاتي سكون ذلك.... الشريان
يا زارع الأزهار في ربى وتدي
ذابت ضلوعي من روعة الريحان
يا كاتم الأبيات في شذى مددي
قد فاق وصفك كامل ...الأركان
رن القصيد فدار في سنا خلدي
جمال البوح و تناسق... الألوان
هامت صروحي فتعانقت كتبي
لروعة السحر و الوجد بالألحان
يا عاشقي الحيران في.... وجل
تاقت عيوني لروعة..... الركبان
يا سيدي رحماك شغفت فلا تسل
لم قلوب العشق تغوص بالأحزان
مالت حروفي لتكيد على... مهل
كيف السبيل لسهمك...... الفتان
جاشت ظنوني تغزل في.... كبد
معاني الحب لفارس...... الرهبان
اطلق عيوني و ارقبها مع سندي 
بين نار الجوى و ركابك الهيمان
منية علي
*********
شعري بدونك محال...
تعال يا نور.... العيون 
لقلبي فقد أضناه السؤال
تعال يا رمش ..الجفون
لأقول ما أبدا لم ..يقال
أضحيتُ يا كلّ الجنون
عليلة النّبض بلا جدال
سيفي الهادر في السّجون
كان بتّارا بادي الظّلال
واليوم يرويه السّكون
فلم الهدوء حان السّجال
و أنا الأميرة بالفنون
و حرفي يعلوه الكمال
قلها حبيبي و لا تكون
ذاك العاشق ..للخيال
حرفي سليل للشّجون
فاجعله نابضا بالدّلال
اجعل ربيعي المفتون
يرقيك بأبيات الجمال
تعال طبيبي ولا تخون
فشعري بدونك محال
منية علي
*********
يا منى روحي شغفت بك
وهل يلام العاشق الولهان
يا سنا قلبي قصيدي لك
فكن لي فارسا بلا عصيان
منية علي
*********
بلا حروب و لاقتال...
إلى من في هواه كنت و لا أزال
تلك الصّغيرة الهائمة ....في الجنان
إلى الذي بان عليه ترياق السّجال
قد هزّ أبياتي بريق الودّ مع الأمان
يا أيّها الرّاعي لساحات الجمال
غرقت في بحر الأماني من زمان
و كلّما بان بالأفق رسول الخيال
بعثت طيري يسبق عطري للمكان
هام الرّنين وجنّ من وقع السّؤال
فارتدّ صدى القصيد تتعبه الحسان
وقد غدوت دون حروب أو قتال
بؤبؤ العين ومرمى الحبّ والحنان
قدأصابني منك الرّدى و الاغتيال
عندما هامت إليك الرّوح بامتنان
ماعدت أنا وما عاد يعنيني الدّلال
فربى الحبيب بها الأنيس والإنسان
واقف أنت بعروش قلبي لا جدال
أنخت خيلي دون صدّ بلا عصيان
كم تشبه الصّحراء و ما بهامن رمال
حياتها واحة لا زهور فيها ولا ألوان
منية علي
*********
قوافي شعري تعجّل الخطى
كلّما جدلت من الحروف قصيدة
أرسلتها لتزيد من جمر.. الهوى
وكلما بانت بعيونك تلك الغريبة
ألهبت من عطر أنفاسها كل شذى
يا أمير الحرف و الحكايات البعيدة
سكنت بالروح وما الروح إلاّ للّقى
أيّها التائه بدروب العشق الفريدة
رحماك فقلبي يئنّ إن لاح الجوى
و إن لاحت تلك البوارق الحميدة
بان بحرفي شظايا تطرب المدى
ما كان شعرك يا ملهمي قصيدة
بل حبّات ياقوت رصّعت الهوى
يا عاذلي ما عاد في القلب مكيدة
فالقلب يخفق باسمك في.. الدّجى
أمّا العيون فهي سهارى وشريدة
فقد غضب منها وجافاها ..الكرى
و كلما ظننت أنّني لؤلؤة ..فريدة
تزدان حروفك لتقول أنّك الرّؤى
فاهدئي يا خفقاتي و اكتبي جريدة
عنوانها ذاك الذي اخترق الحمى
باتت حروفي و بتّ له ..طريدة
وقوافي شعري تعجّل له الخطى
منية علي
*********
ارشق سهام أنهارك
هل يمكن أن يتوقّف الزمن؟
حين تمرّ بالخاطر أنوارك
أمعقول أن يرتبك القلم...؟
لمّا يطيب عطر.. أذكارك
مهما انتقيتُ عاتيات الخبر
قد طال قلبي جنون أفكارك
يا قابعا بين سويداء ..القلب
هلاّ رحمتَ مُعذَّبا بأسرارك
عشق رغم قساوة ..الصّور
شعرا تغنّى بعمق أغوارك
تفنّن بالإلقاء و كاد .يقترب
من بئر صدّعته.. أطوارك
أنا الأميرة في ديار العرب
غالبتني الرّؤى ...بديارك
و الشّديدة لمّا تحلّ المحن
هزمتني عيون ..أسوارك
لا معنى للحياة ..بلا هطل
يرمّم جفاف كلّ ....آبارك
ولا سحر يدمي بلا عطب
فهيّا ارشق سهام أنهارك
منية علي
*********
اشدد شراعك
و ساعدني على الغرق
فنهاية نار الصّبّ
تلهب العشّاق 
اهرب بلحظك فإنّي
عازمة ...
أن تحرق حروفي
مع كلّ خفقة...
الورد و الأشواك
ارحل لقلبي علّه 
بوقت الشّفق
يروم البوح بما
يثلج النّبض 
و يثأر لكلّ تائب
من الأشواق
ارم حبيبي سيفك
قد أصابك الأرق
و العند فيّ وفيك
حكاية تبدأ 
حين تهمس بتلك
الصّرخة في عيونك
أنّك ستقتلني 
بمطلع كلّ قصيدة
خلت من حلاوة
التّرياق....
هدّد طبيبي إن لم يكن
بها بعض الألق...
فالحكاية ذاتها تنتهي 
حين ترشقني بسهام
غالبتني و عذّبتني
من فترة بعيدة...
هدّئ من روعة
السّحر في البوح..
و الأحداق...
و إلاّ نظمت فيك
خاطرة شديدة.....
منية علي

*********

يا أملا غزا قلبي..
إن قلت أحبّك ما بقي للحب باقي
فأنت البهاء تجلّى في وقت السّحر
وإن بحت أن الدمع ما بين المآقي
فأنت سنا القلب كلّما أنّ وانكسر
رسمتك وشما في عمق أحداقي
وأحببت فيك عنف الوجد يا قمر
أمل سعى واحتلّ همس ..آفاقي
لروعته رجوت أن يحنّ للأمر
مازال خافقي يصدّ نبع أشواقي
ونبضاتي له مطيعة وبه تنهمر
مهما طال منه الجفا و إرهاقي
كاد الحشا من العشق أن ينشطر
قرأت رسالتك وشبكت أوراقي
فتنفّست طيبك بدروب.. السّفر
كفكفت دمعي وأنهيت ..فراقي
ولملمت رحلي ونويت .الأسر
أميرة البيد لك حنّت و للتّلاقي
نبضها مال كعمق الثّرى للمطر
سرجت حروفها بأروع ترياق
وهبّت نسائمها يا حبّ .العمر
منية علي
*********

هو يشبه البيداء في ثوراتها
إن هبّت عواصفها أربكتني
لو بانت الشّذرات في كثبانها
قسمت شغاف قلبي و آلمتني
منية علي

*********

علّ الجواب آت على عجل
خططت بماء الورد خاطرتي
يا أيّها الحيران في الغزل
شحذت بعطر الحرف قافيتي
يا سيّدي الولهان في خجل
علّ الفؤاد بنار العشق يرشقني
علّ الجواب آت على عجل
كم من صروف الدّهر تقتلني
وأشدّها البوح بالوجد على مهل
باءت ظنوني -كلّما راودني
فيض الحبر- بالصّدّ والفشل
زاد جنوني كلّما حرفه سابقني
ليبوح ببعض الحبّ والزّجل
واعتلت منابر الشّوق محبرتي
تنازل في فلاة فتغزو في وجل
آه من لوعة الأشواق ترهقني
آه من هذا الصّمت و الملل
قد باتت الأبيات في... وتدي
ضرب من الأحكام والمثل
و أنا الكبرياء عتيد في رفدي
يلجم حروف كلّ من عدل
منية علي
*********

سَكَنْتَ دَوَاوِينِي....(على بحر المتقارب)
أُنَادِيكَ هَلَّا عَجِلْتَ اُلْخُطَى
فَقَلْبِي عَلِيلٌ... بِدَاءٍ عُضَالْ
هَمَسْتُ بِاسْمِكَ عِنْدَ الضُّحَى
فَزَادَ جُنُونِي.. وَهَلَّ الْمَقَالْ
حُرُوفِي تَئِنُّ بِوَقْعِ ..الْهَوَى
وَ وِدِّي لِقُرْبِكَ دُونَ جِدَالْ
تَرَيَّثْ حَبِيبِي فَنَبْضِي انْكَوَى
نَثَرْتُ سُكُونِي فَطَالَ الْفِصَالْ
أَيَا أَيُّهَا الْعَاشِقُونَ ....ابْتُلِينَا
فَأَهْدَيْتُ رُوحِي دُونَ نِضَالْ
أَمِيرَتُكُمْ أُرْبِكَتْ ...بِالرَّجَى
بِرَغْمِ رُبَاهَا كَطَوْدِ الْجِبَالْ
فَمَا إِنْ تَنَاسَيْتَ مَاذَا جَرَى
دَوَاوِينُ شِعْرِي تُعِيدُ السُّؤَالْ
بِرَبِّكَ هَلْ تَسْتَبِيحُ ..النَّوَى؟
وَ نَبْضِي أَسِيرٌ بِهَذَا الْجَمَالْ
بَلَغْتُ بِعِشْقِكَ أَقْصَى الْمَدَى
لِمَاذَا تُكَابِرُ وَقْتَ النِّزَالْ؟
كَأَنَّكَ بَيْنَ شَظَايَا... اللَّظَى
لِتَبْقَى الْأَمِيرَةُ نَبْعَ الْخَيَالِ
منية علي

*********
بوحي يتحدّى بوحك ...
ليس لي إلاّ أن أبوح بما اختلج في نبضات قلبي....ليس لي إلا ان أقول كم أحنّ لسارق عمري....أنا لست وحيدة ما دمت بك متيّمة و لقد سكنت الحشا و سهدي....حنيني إليه قاتل يخترق عوالمي ويأسر مني لبّي......أنا هناك في عقلك و في أحلامك بكل ودّي...و أنت هنا تجليت أمامي واقعا بكل معانيه تجسّد عنوانا لحبّي ....بوحك يقول أنك تحبّني و تميل لنبضي...وبوحي يقول أني أموت حبّا في دفاترك يا قمري....أريد الغرق في عوالم هذا الغالي على قلبي....أريد المكوث في باحات عشقه الوردي ..أريد السكون إلى دقات نبضه وهي تردد اسمي...أريد سرقة أنفاسه فهي حكر لي وحدي ...أريد أن أقتله حبا حتى الموت وحتى يستسلم لجنوني وأمري ..أريده تاجا أرصّع به حروفي وقافيتي وديوان شعري ..أريده مدّا يخطف هذيان جزري و يحبسني في بوتقة عشقه إلى أن ينظر في أمر قلبي ...أريده سجّانا يحكم السّيطرة على أسوار عشقي ..ويمنع احتلالها من أي زاحف على أرضي و دربي ...
أريده حبيبا لا يرى إلا جنوني و شعري ....هذا الفرق بين بوحي وبوحك يا أعز من عمري....
منية علي
*********

قد غرقت بحور شعري في هواك
وضربت من فنون العشق ألوانا
هات أبيات الوجد تزيّن دنياك
فقد وهبتك قلبي الولهان قربانا
منية علي
*********
سأنسف عنادك...
أودّ أن تحرقك أشعاري بحروف من نار
لتعرف أنّ نبضي لا يروم بعادك
و أعزف الوجد بألوان فيها أفظع دمار
لتراضيني و بالدّلال أنسف عنادك 
ويرتقي همسي لينال منك أعنف شجار
ثمّ أنتظر منك أن تذيب سهادك
أسحب سيوفي لأشهرها كفارس جبّار
لترمي راياتك وتعلن كلّ نهادك
حبّي عنيف كشجرة تعيش مثل الصّبار
و لاترتوي إلا بهطول سنا رحابك
أذيقك من العشق حلاوته بعد الإعصار
و أعلن النفير إن أحضرت ركابك
أسبقك إلى كلّ زاوية و أقتحم كلّ دار
لو ابتعدت عن ناظري بسرابك
مجنونة في الحبّ وذاك كلّ الحوار
فأنا الأميرة أتعشقني وتغلق بابك؟
ستظلّ ملك الحشا رغم بعض الأقدار
و لن تغادر قلبي مهما طال غيابك
هذيان حرفي... بركان يلقي المحار
وينفيك بجزيرة تعشقك و تهابك
منية علي
*********

كبرياء الشّوق بساحات الوغى
قد سكن مني الروح و الأحداق
ولولا الوجد وما سكن الجوى
لكنت رشقتك بأسهم العشاق
منية علي

*********

و أصدر قلبي القرار....
دروب شعري تروم هواك 
قَطَعَتْ كل الرّسائل والحبر
و بان سحر حرفي مع علاك
يرقيك من كل حارس وخطر
مهما اعتليتَ البوح فرباك
لازالت تخنع لي وتردّ الخبر
أيّها الفارس رويدك فسماك
مدرارة بالوجد وباقات الزّهر
لم الحزن والمرارة بالشّباك
ومنياك قريبة على مدّ النّظر
تطلب دواوين الشّعر للقياك
و أنتَ الذي رضخت له العبر
تجود ببلسم الحروف و عيناك
هي الشّفاء الذي يرد نور البصر
رفقا بنفسك و اتلو بعض رقياك
فلهيب الشّوق ساحر مع القمر
عبرتُ بحار الشّعر لفتواك
و أصدر قلبي القرار فلا مفرّ
عجّل خطاك بدربي فمساك
زيّنته بالريحان مع أريج المطر
منية علي

*********
اشهد يا شِعْرِي....
اشهدي يا دروب الشّعر و العيون
أنّه الرّوح التي تغلغلت بالقصيد
اشهدي يا عاتيات القدر والجنون
أنّه إن غاب عنّي تنفّسه وريدي
اضربي حروف العشق و الفنون
و أخبريه بات بحشايا كما الوليد
وكلّما دعوت حروفي أن تصون
رقته بتعويذات الحبّ فطلبَ المزيد
كيف لي أن أردّ لحاظ تلك الجفون
وهي التي أسرتني بنبض جديد
رحماك ربّي فقلبي غلبته الشّجون
و ناعسات الطّرف عصفت بالعنيد
أقضّت نبضات أرهقت بحجم الكون
وزاد سهد الصّبّ ليحرقها الحديد
و بركان الهوى إن تفجّر بالسّجون
فسلام على قلبي و الحظّ السّعيد
اشهد يا شعري أنّي وهبت السّنون
لأنظم فيه ما يجود بأبيات قصيدي
و أنّي أفرش طريق الودّ ولن أخون
مهما جافاني الوجد واشتدّ وعيدي
منية علي

*********

إلى آخر الفرسان....
رجع صداك ضرب من الجنون 
أثار حفيظتي و محبتي و كياني
آثرت إليك البوح ببعض الفنون
وانتقيت من الكلمات الحسان
فلا يأخذك بي شكّ أو ظنون
يا عاشق الومضات من ألحاني
إن صغت بيتا طار كلّ سكون
وتبسّم ثغري راسما وجداني
و إن بان شعرا أسر كلّ شجون
و أرسلت لحظي واهبا قرباني
أمّا النّثر فسحر منّي العيون
وسكن نبضي راويا شرياني
اسمعها منّي وارفع أيّ ركون
أنت الذي به القريض هواني
قوافيك تملأ ربوع هذا الكون
وتمتدّ لتسحر نبع الودّ و الجنان
مهما شربتُ ونهلت من السّنون
من غير حرفك أنا متعب ظمآن
ومهما جبت الرّوابي بلا قانون
فلعاتيات شعرك تنحني العربان
قلتها و أقولها ملء تلك الجفون
أنتَ آخر الشّعراء و الفرسان
و أنتَ الذي إليه تخضع الحصون
وتلوح ببوارج فراسته الحسان
بربّك كيف بأشجار الزّيزفون؟؟
تتوقّف اللّحظات و ينطوي الكتمان
كيف لعاشق شاعر مثلك مفتون
أن يرجف عند تناسق الألوان
و أن يكتم قسرا حرفه المسجون
داخل قلبه الغارق ...الولهان
جلجل وارفع سيفك المصون
واصدح بحرفك السّاحر الحيران
قد فزت بقلب عاشقة الجنون
وبتّ لها بحرا ...بلا عنوان
منية علي
*********

قلبي يردّدها على حياء
منحتك نبضة قلب عاشق
فهل ستهبني أكاليل البهاء
عيّنتك لشعري سيفا حارسا
فهل ستعلنني سيّدة النّساء
مهما قاومتُ... كلّ هائم
بثنايا حرفي رغم ..الثّناء
أقفُ عند بابك العالي شاردا
أتلمّس منك طوق الرّجاء
تقول أحبّكِ و شوقي قاتل
و قلبي يردّدها على حياء
و إن زدت شعرا فكلّي حائر
أمّا جنوني فقد بلغ السّماء
قيصر قلبي بات جائرا
فحرفه مدرار كنبع الصّفاء
و إن لامست فيه البشائر
و طمأنني قبل حلول البلاء
نسجت له من الغرام قصائد
و زيّنت من الأبيات كساء
ولو تاهت بدروبي البصائر
فمرجعها إليك بليالي الشّتاء
منية علي
*********
أنا الهذيان....
إذا كنت عاشقا مجنونا .........
فأنا السحر و الهذيان ......
وإذا كنت بحرا عميقا....
فأنا المدّ و الطّوفان....
وإذا كنت نارا حارقة...
فأنا لهيب الجمر و البركان.......
إعلمْ : أنّك لو دخلت صومعة حبي ..........
واستوطنت النبض وقلبي.............
وبتّ أسيرا في الجفون وهدبي .......
واحتللت البرّ والبحر و سحري .......
أنك ستكون لي وحدي..........
فأنا الفريدة بين نساء الكون ..........
وأنا العزيزة بين كل القوم......
وأنا الحبيبة التي ستنسيك اسمك وسنّك حتى آخر يوم ........
وأنا التي سأعيد تاريخ مولدك و أنسج خيوط عشقك ....
فلا داعي حبيبي لأي عتاب أو لوم ...........
كن على العهد و أخبر قلبك .......
أن هذياني سببه أنت لأنك تحتلّ تفكيري وتحرمني من النوم.
منية علي
*********
كيف لا أردّ ؟؟
تطالبني بإقصاء قلبي
بأن يكتم عنك الحروف
وتقتلني إن زاد قربي
و أنا بوحي بالألوف
أترتاح أنت أوّاه عجبي
وتترك شعري بالرّفوف
إن داعبك الكرى فتعبي
صار موصوفا دون خوف
و إن زاد النّوى فشغبي
احتلّ بالأبيات الصّفوف
ابتهل الشّعر و شهبي
تسعر نيران الدّفوف
أمّا الجوى فحلّ بدربي
وذاك أقوى من السّيوف
ارم راياتك فهدبي 
خبّأك رقية من الظّروف
قبل أن تسودّ سحبي
وترميك بوابل الحروف
منية علي
*********
و بالفؤاد....
وبالفؤاد رياح الشّوق تقتلني
و تقذفُ بليل السّهد عبراتي
لو فاضَ أنين الوجد يراودني
لهامت بدروب الحبّ آهاتي
قد حلَّ موسم العشّاق فرافقني
ليزيد حنين البوح بباقاتي
وهديرُ الجوى أبى أن يغادرني
يعلّمني ارتجاج النّبض بباحاتي
يا ملهبَ الأبيات كم يغالبني
رنين الحرف ويثير محاباتي
ملكَ الرّوح وبات يقاسمني
اعتلال رجف الهوى بساحاتي
نصبتُ خيام العشق تبادلني
صبر أيّوب ببئر ... حكاياتي
لو جنَّ حرفه اللّيلة و نازلني
لأطبقتُ جفون الودّ بدمعاتي
ولعبرتُ بحور الشّعر تحاورني
و أقفلتُ القصيد بأرقّ عباراتي
رشقتَ سهام الحرف تناورني
و أنا العنيدة لو آثرتَ ملاقاتي
منية علي
*********
حروف العشق تراودني
و قلبي اشتاق الرّيادة
معك القوافي تغالبني
والموت فيها سعادة
إن بان حرفك ينازلني
فسأعلن حرب الإبادة
فجد بشعر يفاصلني
بلا استسلام ولا هوادة
قد تغلغلت و بتّ تعاندني
و أنا بتّار سيفي بلا إعادة
منية علي
*********
أنتَ....
أنت ...رنين الحروف.. بليل الدّجى
بك الشّعر يعتلي...
صهوة الكلمات و...يردّ العداء
أنت ذاك الغريب 
الذي إن اختلى بالقلب... طغى
و إن حاورته الخفقات قسرا
أذاقها عذوبة الشّعر رغم الشّقاء
أنت...تغتال حروف... العشق
وترتدّ لتزيد نيران.... الهجاء
تهيم بموج العيون ...
وتمسح الدّمع ثمّ تغرق بنبع الصّفاء
أنت يا كلّ الرّجال ....
تعشقك كلّ النّساء ...
لأنّك قطعة من القلب زلزلت الحشا
منية علي
*********
عذرا حبيبي ...
أبعد أن سكنت منّي الأحداق ؟؟
تقول أنّ ملاقاتي لك عبث وتعب؟
أبعد أن فاضت كؤوس.. الأشواق
أعلنت الهجر و أبديت ...الشّغب؟
أيّها المتربّع بحرفك اللاّذع الحرّاق
أتعبني منك اللّوم فهذا هو العجب
أما زلت تهدّدني و تتوعّد بالفراق
و أنا لك روح هائمة بكلّ ..حبّ
إن كان شعرك ينوي.. الانسياق
في غياهب الجحد و ثنايا الغضب
و إن كنت الفارس القدير المشتاق
لتعميق الجروح و إيثار الشّجب
فاعلم أنّني لك السّيف و التّرياق
أضرب بحرفي ...فإليك..ينقلب
و أنّني العاشقة للعهد و..الميثاق
أصونه بدمعي و بخفقات القلب
فاهدأ حبيبي وعذرا ....للإشفاق
على صروح تهاوت بلا ..سبب
و اسمع منّي ...فأميرة. .العشّاق
قلبها صوّان وحرفها نيران لهب
منية علي

*********
ومن قال أنّني لا أحبك....
يقولون أنني أحبك 
ونسوا أن يخبروك إلى أيّ مدى أصبر
يهمسون أنني أغرق
وليتهم يعلمون أن الغرق بعينيك أخطر
يردّدون مسكينة
و آه لو جرّبوا احتراق نصفي الأيسر
يؤلّفون قصصا 
و لو سألوني كنت فسّرت لهم أكثر
يفتّشون عن أخباري
و أنا أمامهم أهيم بفارس الأسطر
يقرؤون شعري
باحثين عن اسمك و كلامك السّكر
يجوبون دربي
باحثين عن كلّ ما بك ولك يقمر
يزرعون أرضي
التي عاهدتك أنها ملك هذه الأشطر
يدوّنون همساتي
حتّى تذكّر بك كلّما فاح العنبر
ما زالوا لم يعلموا 
أنّني لو خبّأتك تحت جفني لأبحر
منية علي
*********

كلّ صباح تأتيك الحروف
حائرة مشتاقة من جديد
كلّ يوم تتناثر بالألوف
لتبثّك ذاك البوح الشّديد
وكلّما خبّأتها بالرّفوف
عاندتني لتظهر كلّ عيد
منية علي
*********
دع حروفك تغتالني 
لينالني شرف الشهادة
ودع نبضك يرتابني
فقد اصبح لي كالعبادة
منية علي
*********
ثورة الحروف ....
اضرب بقوّة حرفي و لا...تملّ 
وارسم بحرقة الوجدان ...ألوانا
قد غاب الذي بحرفه ....تكتمل 
روعة الشّعر ليغدو فلاّ و ريحانا
لا تنكس الكلم و أبدا لا.. تستقل
واغرس بالحشا الأوجاع أشجانا
تُرِكْتَ قلبي بلا نبض ولا.. أمل
قد مال إليها و خطّ هواها قربانا
حرفي اليوم بات ثائرا ....فليقل
و ليشعل بسياطه نارا و..بركانا
يرتوي بجمر العشق و إن ..ثمل
فليشرب السّم الزّعاف ..إحسانا 
الكبرياء أنا ومن يلسعني يشتعل
لا صفح يرنو واحتي و لا غفرانا
أَزْهَقْتَ نبضي فلا جرح ..يندمل
لا كلمات ترضيني و لا سلطانا
لا تقترب من ناري و إيّاك تبتهل
قد رَمَيْتُ بالأشواك نجواك نيرانا
أقسمت بقلبي الذي منك قد ذبل
أنّك بتّ للغدر و الأحزان عنوانا
منية علي
*********
نويت الإبحار والغرق...
أنا عاشقة لكلماتك و...عيونك
نويت الإبحار فيهما و..الغرق
أنا الراهبة بمحراب ..جنونك
تاهت منّي القوافي وزاد الأرق
يا واجما عن الحبّ و...فنونك
تلهب شذراتي فأكاد ..أحترق
ياعاتيات الشعر بلّغي رسولك
تجافي حبره لو انتبذ و اعتنق
وربى القصيد تجتاح غرورك
لو عبر بحرك مداري وانطلق
مغرمة حتى النّخاع و..دونك
ينشطر الفؤاد و يضيع ..الألق
رقيتك بروح همساتي لتصونك
و أردفت قل أعوذ بربّ الفلق
قطعت الرّكاب أنتظر عبورك
كل الفيافي لتفوز بأروع.. سبق
فارسة وحروفي رصدت حبورك
فأنخت خيلي تنتظرك مع الشّفق
منية علي
*********
هل أخبرتك ؟؟؟
أنّه أنت من سكن الوريد
أنّك الماضي و الحاضر بعيوني
و أنّه أنت من أذاب الجليد
فمنك و إليك أهديت فنوني
كلّما غاب حرفك العنيد
اختلّ عرشي و معه جنوني
بك يا عاشقا طلب المزيد
تزدان الكلمات بقانوني
اكتفيت فسهمك قدّ من حديد
و بالحشا ألهبت سكوني
ومهما جافيت بيت القصيد
فمرجعك لقافيتي و ركوني
إن قلت شعرا لك ما تريد
فرجع صدايا سيبثّ ظنوني
منية علي
*********
أنا والجنون....
يقولون أنّني في الحبّ مجنونة
وكيف لا ، وأنت هوى أنفاسي
و يرون أّني جوهرة مكنونة
فأجبتهم أنّك الجوى و حرّاسي
يعدّون عليّ خطواتي المكتومة
وهي لو علموا تاجي و نبراسي
متى يفهمون أنّي ساحرة مرهونة
لسهام رشقت من قلبك القاسي
متيّمة بك و قد صرت مفتونة
كتمت صوتي وأطلقت أجراسي
ران الكرى لكنني مهمومة
سيّان عندي النوم و متراسي
رسمت قوافي شعري مرقونة
و عطري في دواويني وكرّاسي
ارمي راياتك فحربي مكلومة
وأنا الأميرة فلتخضع لإحساسي
مادامت رسائل ودّك موصولة
فليهدأ الحشا يا أعزّ ناسي
جنون الهوى نار ملسوعة
تحرق القلب وتقضّ قدّاسي
منية علي

*********
برؤياك تثور القوافي....
تملّكتني حرقة بالقلب و الوريد
وجافتني صرخة كتمت الآهات
ناشدت لحظة معنى بيت القصيد
فساورت الوساوس منّي النّبضات
هل أقولها؟ هل أعيدها..من جديد
أنت الحشا والرّوح حتّى الممات
مابالك تشرد و تبوح بالمزيد
و أنا هنا أناجيك يا سيّد الكلمات
مكلومة بهواك و الجرح من حديد
والنّار سارية تراودني في سبات
هل الملامة فيك طبع من جليد
و الصّدّ عنوان يقضّ العاتيات
بحار الشّعر نطقت بأجمل تغريد
هو اسمك فشدوت بتلك الأمسيات
كفاك عتابا و حاذر ...كالوليد
إن سار قبل الوقت غطّته الكدمات
و قوّي ايمانك بنهر الحبّ السّديد
و جُدْ بأمواج القوافي السّاحرات
قلها و ردّدها فجر كلّ يوم جديد
أنّك رسمتني وشما بعمق الأغنيات
واهتف بأبياتي فوق ربى القصيد
علّ الحظّ يستجيب فتحقّق الأمنيات
منية علي

*********
ضفاف المستحيل...
يا عشق ليل الحبّ في عبراتي
غاب الذي يعتلي ربا قلبي
ثار عبير الشوق في نسماتي
فيا ليته لا يقسو على دربي
ضجّ المكان مستقبلا حيراتي
وقد كان فيه للجوى نهبي
وبان لجّ السّهد في خفقاتي
وغدوت أخال طيفه قربي
مسح الحنين أجمل ضحكاتي
وبتّ أنادي رحماك يا ربّي
لمحت ضجيج الصّد في كلماتي
إذ كان نوره للمنى غيبي
انشقّ بحر الحبّ مع الآهات
وطار منه في الدّجى سربي
استوطن بالقلب والنّبضات
فشدوت لحنا يخفّف كربي
ساد جنون الصّمت والسّكنات
وهفا الأنين مهدّدا حربي
فملأت بالأحزان كفّ حياتي
وطغى السّواد موشّحا ثوبي
ران لهيب الحرف والهمسات
وسما الحنين ترنو إلى جلبي
اشتدّ سوط البوح في نكساتي
وعلا البيان عذرا فهو حبّي

منية علي
*********
نسجت لك القريض....
حروف القريض إليك تحنّ وتأتمر
فهل ستلبّي ما في نفسي من دعاء
أزيّن بها اسمك و أشدو يا قمر
بل و أزيد درجات في الرّجاء
وشّيتها بأحلى المعاني والعبر
فأنت الطّبيب و أنت لها الدّواء
طوّعتها بفنوني فهي لك المقر
فأعلن توبتك و أبدي كلّ الولاء
حروف ...العشق ميّالة للشعر
فأهديك أجمل القوافي بسخاء
فيها ما تروم من ألوان وزهر
وإن عصيت فهو عتاب الهجاء
نبض يكاد يحترق يا كلّ البشر
و سيكون النّفير لو أبديت العداء
لو تدري ما بالرّوح.. من قهر
لأعلنت استسلامك وتمنيت اللّقاء
أتوق الحنين إليك و إلى القدر
نفيري يشمل كل أرض و بيداء
ميّالة وقلبي غارق في البحر
أنتظر المدّ من مشاعرك و الوفاء
طوفان جزر فقد أضنيت الوتر
وبات الكبد مشتعلا من البلاء
ارمي سيوفك واستسلم فلا مفر
فإما أنا أو أنا أو سيكون الفناء
منية علي
*********

أوّاه يا قلبي ؟
سألت قلبي يوما عن السّر الدفين
وهل سيرسل نسمات الهوى ويمتثل
أخبرته أنّني أعاني مرارة الحنين
فمتى يرحم شوقي العليل ويكتمل
بات نبضي أسير ذكريات السنين
و حتّى الحجر انشقّ منه و ارتحل
أنيني ظهر لباحات حبّ العالمين
أم سيظلّ تحت رحمته و ينتقل
أيا قلبا لقد وقعت في هذا الكمين
وجرح فؤادك أجمل لحظ مكتحل
فهل ستتوب وترجع لرشدك اللّعين
وسياط الجوى في نبضي المنفصل
اخترق هواه الكبد و غدا سجين
شتّان بين ما يخفيه ووجدي المعتقل
سهامه أصابتني في مقتل اليقين
فهرب منّي الكرى و انفصل
كتم العقل صوت القلب في الحين
و أخرسه كي لا يزيد في الوصل
قال يا أميرة البيد والسحر المكين
إليك عن هذا الحب فقد اشتعل
هناك من يطلب ودّك من سنين
ويكون طوع الأمر وهو الأصل
جودي برضاك وورود الياسمين
لمن لك وهب حياته و اتّصل
طوبى لك لو جعلت هذا القلب يلين
واليه غدوت تعويذة من الغزل
هنيئا لك بعيش كملكات الدواوين
و سحر الدلال قد منّ عليك و هطل
تنهّد القلب و كأنه غرس سكّين
وانقسمت أضلعي من وقع الفصل
منية علي
*********

لو أسرك قلبي فأنت طائر حر طليق
و لو قيّدتك روحي أخرجتك من كل ضيق
ولو نبض الوتين فسأنتشلك من الغريق
ولو سجنتك بأصفادي فلن تظلّ أبدا الطريق
منية علي

*********
لا حرف يحويني و لاكتاب...
أعترف أنّي عاشقة لهواك إلى حدّ النّخاع...أنّي أحلّق بسماك في كلّ البقاع ...أنّي هائمة بدنياك رغم ذاك القناع....أنّي أشمّ عبير شذاك رغم البعد الذي يفصلنا و الصّراع....
أعترف أنّي وهبتك قلبي من سنين....و أنّي لك الشّمس والأرض والحنين....و أنّك حين تفرح تزهر من براعم السّحر ياسمين....و لو توجّع قلبك ... قلبي يملأه الأسى والأنين...أمّا عيني فتغدق بالدّمع الحزين...وتغدو كلّ أيّامي سوداء الوتين...و تغيب عنّي الابتسامة و يبدّلها الصّمت المكين...
أعترف أنّك لي كلّ الوجود...ورغم قوّة كبريائي لك والصّدود...ورغم شموخي الذي لايعرف أيّ حدود ...ورغم العقل الذي دائما طريقه مسدود....بتّ تستوطن منّي الحشا بكلّ الرّدود....و تخترق حواجز النّفس يا سيفي الودود.....
أعترف أنّي بدونك سراب ...لا حرف يحويني و لا أيّ كتاب ....و لا تزهو سنيني بأيّ شهاب...و لا تتفتّح لي أيّ أبواب....
أعترف للمرة المليون....أنّي أحببتك و سأحبّك بجنون...و أنّه رغم ماكان ورغم ما سيكون ....تربّعت على عرش قلبي أيّها الرّائع المفتون ....وملكت زمام أمري بقانون....
وصنت في شموخ خواطري و الفنون...
أعترف أنّك لم تسمع منّي هذه الكلمات...و لم تعترف بحبّك الخفقات...و أنّ لسانك وجل عن البوح والحكايات ...وأنّ حيائي منك زلزلته الومضات ...فقرّرت أن أخرج ما تبقّى من شذرات....علّك تعي ما قد أثقلته الزّفرات ...وتفهم كم أحببتك و أحبّك حتّى الممات...ورغم اعترافي أمام كلّ العدسات ...فربّما تصلك كلماتي وربّما كالعادة تخذلك الشّهقات.....
منية علي
*********
أشهرت إعلان الشّقاق.....
تخنقني أشواقي و حينها
يحتبس الدّمع بالمآقي
وتقتلني الأحلام عندما 
يكبر في النّفس اشتياقي
فتهجرني القصائد و المنى
وتخترق الحروف أوراقي
و إن عاندت كبري أيّها
الجاثم على ورق انسياقي
أمزّق دواوين الهوى
و أشهر إعلان الشّقاق
و رغم غريقي فيهما
أجافي عيونك بالنّفاق
وأطلق شذرات العدى
لأهدّ المعبد والزّقاق
و القلب ينطق راجيا
العوم في بحر التّلاقي
فاكتم أبياتك ريثما
أهدّئ الثّورة بأحداقي
وارم رايات الجوى
لأهديك بالرّوح أشواقي
منية علي

*********
مولاتي...
بيديك مولاتي نثرت العبير
وحوّلت الجليد إلى جنان
يا حالمة على نهر الأثير
بك ازدانت العيون الحسان
رسمت البسمة بكل زفير
و قلبك واحة قاحلة بلا ألوان
أينما غالبك صوت الضّمير
بالحبّ عزفت للوطن الألحان
ومهما تمرّد الحرّ و الأسير
كنت وستظلين له نبع الأمان
يا حوريّة متلألئة تسير
على جبينك يتراءى البيان
أنّك حرّة ملكت كلّ نفير
ولو كان بالصّمت والكتمان
لله درّك يا أميرة تنير
لتحمي العلم بسحر اللّسان
أينما حلّت هي خير سفير
سيحلّ معها عبق الرّيحان
وهي الحارسة التي لاتحير
وبها يزهر الورد و الأكوان
منية علي
*********
غارت الحروف من كلماتي
لأنّي عشقتك من الألف للياء
وانهارت صروحها بشذراتي
فبدَّلَتْ مديحي إليك هجاء
لا عتب فهي أسيرة شطحاتي
و أنا السّجينة بعيونك الحوراء
منية علي
*********
شرع العاشقين...
مالت قلوب العاشقين للهوى
والفكر حائر بتلك الحكايا
قالت كلّ الخطوب و المنى
ما من سعيد حمل الوصايا
جافاهم العقل لبعد المدى
و بالقسطاس حكم القضايا
و لمّا عنه تمادى الجوى
تبرّأ معلنا خسوف النّوايا
أمّا النّبض فكلّ.. الرّؤى
أجازت له فتوى الصّبايا
بأنّ العشق بالمرار اكتفى
فهو العلقم يرجّ.. الحنايا
فلم تداخلت كلماتك يا فتى
بين الصّدود و تلك الثّنايا
أفلم يرقك عبير ..النّدى
ولم يعجبك رجع صدايا
وهبتك قلبي ينير الهدى
فمالك صوّان تهزّ المرايا
إن ماد جنونك يريدالوغى
فجنوني لهيب يهدّ الزّوايا
منية علي
*********
عتاب الأحبة كله اشتياق
فلا لوم فهو شرع العاشقين
وكلما ارتج النبض بالفراق
عاد الحنين وغطى الأنين
منية علي
*********
بوارق سيفي...
بوارق سيفي احتدّت بهاجرتي
والحرف أضناه دمع العين فانهمر
لواعج الشّوق اشتدّت بخاطرتي
و قد أعيتها المظالم ...و القمر
بحت لطين الأرض ..و قافيتي
ألجمتها حتّى لا تثير ...الخبر
بيض الرّماح اشتدّت بماهيتي
وجنون الشّعر محفوف بالخطر
إن قلت سرّا ارتجّت معادلتي
و إن بحت جهرا فياله من شرر
ما الحبّ إلاّ أجراس بناصيتي
فلم العتاب إن هلّ و...انتشر
وما الروح إلاّ جواك و شافيتي
لمّا تزيل عنّي كلّ همّ و كدر
بالله ما ضرّكم لوعشقت راقيتي
من حروف تجلّت بكلّ... فجر
كأنّها نبض رشق... بذائقتي
لتحلو الحياة مع كلّ.... سفر
شدو الحروف ألقى بساريتي
عشق العبور و عاتيات البحر
منية علي
*********
لغة العيون...
تراتيل العيون منك كم أعشقها
فزدني منها و شذرات الغضب
و نجوى السحر فيها أحب أرقبها
ويا له من لحظ فيه سحر العتب
نار و إعصار فيها كنت أحسبها
ستشعل القلب بجمر كأنه اللهب 
كلما رمقتني بسحرها و أسهمها
أعرف أنها غيرة بل إنه شغب
وتلك اللمعة في عمق مبسمها
تروقني وكأنها لي أجمل سبب
لأخاصم سحر جمال مخدعها
وأطلب منها الثورة و الشجب 
يا ويل قلبي من سحر محاسنها
أخاذة وأشعلت لي أروع مطب
منية علي
*********
ويلك. ...
ويلك من شذرات غضبي ....
وهذيان حروفي و بوحي. ...
وشموخ كبرياء نفسي. ...
أعدك حبيبي أنّني. ....
سأحطّم كل أسلحتك وقيودك. ..
وأخترق جميع أسحارك وسدودك . ..
وأغزو كما أريد عالمك ووجودك. ...
وأنزل بك عشقي رغم جمودك. ....
هذا وعد مني ولن أنتظر ردودك ....
فأنا في الحبّ قاتلة لصدودك ..
وإذا اجتاحني الهوى مسافرة لحدودك. ..
رضيت أم لم ترض احذر من برودك . ..
لأنني إن قررت سأهدّ المعبد على جنودك. ..
منية علي
*********
يا نفس بوحي...
يا نفس بوحي بما فيك ولا تترددي 
فأنا لا أطيق الكتم والحبس والإلجام 
يا نفس قولي للحبيب الغالي وأخبري 
ما عدت أخجل القول وأكتم الالهام 
إن كان صبحه هم وإرهاق وضيم 
فصبحي كئيب دونه عليل بلا سلام 
نور الليالي أنت إن جدت عاشقي 
بالدفء والحب والشعر والأحلام 
إن كان الصبح من ضياء جبيني 
فالشمس أنت توهّجا ونورا ودلال 
يا توأم الروح والنبض جئتك أصبو 
لتزيد في الشوق والبوح والإضرام 
ضبية البيد شاردة في لجّ الهوى 
فما ضرك لو تعطيها السرّ والأمان 
بركان شوقها ترك في القلب ملحمة
فهل تقبل وتطفيء بشهدك الأحزان 
سحرت بعشقك الفؤاد وحاصرت 
الحشا والقلب فغدوت لها كلّ الجنان 
فداك قلبي وروحي .... ومهجتي 
لا حزن بعد اليوم ولا ألم ولا أشجان 
كتبت لك ليس بالحروف وإنما 
بالروح والدم والمشاعر الحسان 
بحت وزدت في الكلام مراحل 
فهل وفيت وبلغت لك يا سلطان 
منية علي
*********
اسرقني من الدّنيا
خذني إليك
أكتبني قصيدة
في راحتيك
أرسمني وشما 
لأغزو خافقيك
حلّق بسمائي
لأنير عينيك
منية علي
*********

درّة المتوسّط..
ينبض القلب باسمك
و قد أعْيته المدامع
ينسج الفجر رسمك
و أنت الغلا والمجامع
يا درّة البحر ..جئتك
بفرحة تشفي المواجع
يا حرّة بالرّوح ذكرك
يستلّ جبن المطامع
ولكم جافيت .هجرك
فارتدّت لك المضاجع
علّيسة الجمال أسرك
أزهر نبع المواضع
و الشّابي صان حرفك
وصعد الجبال الموانع
عشقت فيك ...كبرك
و شموخ تلك الأضالع
عانقت فيك ...رمشك
وحلمت أنّي أصارع
فديت تراب أرضك
بالرّوح وكل المطالع
أشرق سنا ..شمسك
فهيّا لرشق البواقع
منية علي // تونس
*********

كلّ القوافي والنّساء...
لا أريد أن أعشق شاعرا
تعشقه كلّ القوافي والنّساء
لا أريد ان تغزو.. الغيرة
نبضات قلبي كلّ مساء
كلّما هلّ سنا حرفه لامعا
باركته النّواعم و السّماء
و بعد أن يرسم لهنّ الحبّ
تهيم العيون به دون حياء
يصعب أن أحجب مقلتي
عن جنون همسه لحوّاء
لا يعلم أنه لا زال قابعا
بسويداء القلب فهوالشّفاء
يا ويلتي فذلك ..العاشق
خطف القلب بهذا البلاء
لو تستنفر لي الحروف
لأشبعته بدل الحبّ هجاء
يغازلني و لحاظ عيونه
تبصر الحسناوات بشقاء
فهل أصدّق قلبي الغارق
أوعقلي إن أمر بالجفاء
منية علي
*********
في محراب عيونك
رأيت تلك اللمعة في المقل
و فاقت النّجوى رجع صدايا
فارس و شموخه يشتمل
على غريب القصص والحكايا
و كلّما انهمر بوحه و انسدل
ترتقي الحروف وتنير سمايا
منية علي
*********

نسج القوافي..
نسج القوافي قصّة مليئة بالأسرار
يرتجّ لها نبضي فيحنّ ويرتحل
هي قلبي وفؤادي أهديها لكلّ الأخيار
منها تستقي الرّوح الهوى فتنتقل
لأطير وأجنّح فوق الكلمات والأسوار
و أشدو بهمسات الغزل علّها تقتتل
لكنّها باتت تؤلمني وتمنعني الأشعار
و تشعل نار الجوى بالمقل فتكتحل
تغرز وجعا في قلبي يدمي الأفكار
وجرحا بات يشقيني شفاه فيندمل
يغتال فيّ فرحتي لأنّي من الأحرار
والحبّ لو تدرون هو البوح ينسدل
قولوا أحبتي و انطقوا بالخبر السّيّار
أما آن لحرفي أن يزهو و يرتجل
هل أقتل كلماتي و أسبح ضدّ التّيار
أم أبقى هائمة ببحر بات به الوحل
فأنا للحرف عاشقة لكنّه كالإعصار
يضرب بقوّة الحشا فبه فيعتدل
تؤذيني منه محارقه وسمّه الجبّار
لكنّي أعود مغرمة إليه و أنعزل
منية علي

*********
باحات سجالك...
لو بان سنا شعرك بالدّجى
لشهقت الرّوح لعظيم مقالك
ولو تسلّل عطرك مع الهوى
لشددت الأنفاس لأهيم بدلالك
أيّها الثّائر جمري ما انطفى
و لا خمدت نيران كمالك
أيّها الحالم بدنيا الجوى
أتعبت قلبي فمادت خصالك
سكنت عيوني فغاب الكرى
واستوطنت الحشا بنضالك
كم باعدت بينك و النّوى
لأظفر منك بربيع ..جلالك
و كم تاقت عيوني الفدى
لجفون خبّأت سحر...هلالك
باتت حروفي كرجع الصّدى
تروم بوارق حرفك ووصالك
رأيت فيك من جعجعة الرّحى
ما به تعذّب قلوبا بجدالك
أما حان وقف هذا العدى
و خوض باحات حبّك وسجالك
منية علي
*********

ضربت المحار مع الودع....
( على مجزوء الكامل )
رفقا بنفس أغرمت
و تألّمت حدّ الصّدع
دقّ الهوى فتمايلت
خفقاته وطغى الورع
هزّ الغصون فأزهرت
تيجانها و بدا الجشع
سحقا لقلب أسقطت
دمعاته فوق.. الطّلع
ويل لخلّ هدّمت
بسماته ذاك الصّرع
ما دام صلداّ أزهقت
أنفاسه تاج الخدع
تاقت عيوني و انتقت
ضرب المحار مع الودع
تاهت جفوني فارتجت
ضمّ السّطور أوالضّلع
جاءت حروفي أنقذت
ميل القلوب إلى البدع
منية علي
*********
لو رميت سنابل يوسف في الثّرى
و قد بلغت نفوسنا من جفاه التّراقي
فهل تحنّ الأرض و تمتلئ الرّبى
و تزهر القلوب عطرا في السّواقي
منية علي
********
من أوّل السّطر...
من أوّل السّطر فاض حبري 
ورسم أبيات العشق لحدّ الارتواء
و في وسطه توقّف نثري
معلنا فروض الطاعة و الولاء
وبعد الفواصل أطلّ قمري
فلمعت بوارق المقل مع البلاء
و حين انهارت خيام شعري
آمنت بمملكتي و زاد الكبرياء
ولمّا تعجّبت لغريب أمري
لقّبوني أميرة الحبّ ...والوفاء
فقلت وقد عيل صبري
أغيثيني محبرتي... من الأنواء
مابالي عندما أدير ظهري
تنهال الكلمات.. فتزيد الأعباء؟
و لماذا لمّا من الغرام أجري
تلاحقني همسات الجوى بحياء
أهو النّصيب قد كتب يا قدري
أنّي وحروف العشق بتنا سواء
أم لعبت الصّدفة يا نظري
فكتبت بآخرالسّطرالحبّ هو النّقاء
منية علي
*********
جبروت الحبّ ...
آه عندما تشهق روحي
من جبروت الحبّ و آلامه
آه حينما تزداد جروحي
و تكلّل بالشّوك تاج أحلامه
كلّما ثار قصيد بوحي
و انحنى لسنا جمال ركبانه
هام الأنين بصروحي
والتقى بالقلب رسغ شطآنه
أما سئم منه جموحي
وتاب عن علقمه و أحزانه
أما فتر عظيم رجوحي
وانحنى يكابد سرّ هجرانه
أيّها المسافر بصدوحي
أقسمت أنّك عائد و نكرانه
بات يلهب وضوحي
و يزيد استحالة ..غفرانه
ما إن تسمّم سفوحي
تضرب بسياطك ..أركانه
و تعافر كلّ جنوحي
لترشق بالحشا ..عنوانه 
منية علي
*********
لو سمحت...
قلبي له من الشكوى الكثير
أتعبته بالصّدّ فتاه الياسمين
نبضي اكتوى بالنّار و السّعير
أجهدته لمّا طغى بوح الأنين
عانيت في رباك الهجرالمرير
وزاد اشتياقي لغلا ذاك الكمين
أيّها البدر سناك كالشّمع المنير
إن طالت الأحلام إليك يستكين
لو سمحت حبيبي إيّاك أن تثير
جنون الحرف و ارتواء الرّاهبين 
أنصحك طبيبي بالله أن تدير
عصيان القوافي لحمّى الهائمين
لو دريت كم من الحبّ يسير
لعاتيات الشّوق و دروب التّائبين
وكم طوّقت بصبر أيّوب الهجير
و داريت كؤوس المرّ من سنين
لقد عاندت قلبي و أبديت النّفير
فزاد جواك بالحشا كصدى الرّنين
إن رغب الهوى أنّك أنت البشير
فسويداء نبضي لك كنز دفين
منية علي
*********
طاعتي وولائي ....
مولاتي مشتاق لبلاط عرشك
هكذا فاح العبير بالكلمات
سيّدتي تمنّيت عناق حرفك
فتفتّحت ورودي مع البتلات
عطّريني بياسمين شدوك
فالنّبض يكاد يهيم بالشّذرات
و احرسيني برموش جفنك
يا ويلتي من رقّة الهمسات
أمطري بالجمال نور عينك
و تصدّري موكب الشّامخات
فما دريت كيف أردّ بوحك
خانني الشّعر وتاهت العبرات
و لاعلمت كيف أوقد صبرك
و أقدح بوجل جنون اللّحظات
رام القصيد الصّعود لبحرك
فأصابه الغرق بتلك العاتيات
يا فارسا رقيتك بسهام سحرك
و أسرتك بسجوني الخافقات
مولاي روحي تهيم بأرضك
فتمهّل بأمرك وعجّل بالنّغمات
منية علي
*********
هل يحقّ لي ...؟
عندما أشتاق تراتيل شعرك
أفترش البوح و أحيك الحكايا
وعندما يخفق قلبي لنثرك
أن أزرد من قصص الحبّ هدايا
و إن لم تسارع لتقول شدوك
تقاضيني الخطوب و تلك الشّظايا
و لمّا تزيد الصّدود و صبرك
أبثّك ما بين الحنين همس الصّبايا
وبينما ترسم بالحبر قصدك
أزور الدّروب و ورد ...الثّنايا
و ما إن أهيم بقيود سحرك
تمتدّ عيني وتروي ...الحنايا
يا جائرا رحماك فسهمك
أصاب الحشا و كلّ السّجايا
مولاي نبضي لك فرسلك
هدّئ جنوني وارحم.. قضايا
حروف الهجاء هلّت بأرضك
لتبثّك البعض من مرتجايا
ارمي سيوفك و انزل بحرفك
تجدني فارسة لتلك الوصايا
منية علي
*********
لعتابك تقطر القوافي نذيرا
و لهمس شعرك تنحني الأقلام
شدوك صداه بات هديرا
و لنبضات قلبي وقعه الآلام
منية علي
*********
يا أروع من أنا .....
تناديني حبيبتي يا همسة عشق في صباح النّدى....وتردّد أنّني احتللت نبضك في سفن الوفاء....أنت شراعي الذي به أحلّق تارة في عاتيات الموج....وطورا في السّماء....
و أنت مرساتي التي بها أغرز ضفّتي لأرتاح من سفر الهوى...نبضات قلبي تخفق يا 
أميرتي..بكلّ ألوان الوجد و لهفة اللّقاء....و حنيني أخفيه بين جوانحي ليعبر كل مسافات
البوح و يبثّ نار الجوى..فهلاّ رحمت عزيز قوم بات حشاه لك ميّالا كنسمة المساء...
وسقيتني من باقات وردك ما يشفي شدّة الظّمأ ...
تبوح بكلّ نجواك و سحرك يا روحي أنا...و أنت يا أنت ...لا تعرف حقيقة نبضي والمنى
فلو دريت أنك لست أنت ...بل أنت يا حبيبي أنا ....لأنّ كلّ ما فيك يصرخ ويقول أنّك
أنا ....فؤادي أنا...همسي أنا...قلبي أنا...روحي أنا....يا أروع من أنا.....
منية علي
*********
على عرش قلبي...
تملّكت منّي كلّ نبض يجاريني
و تربّعت على العرش دون التباس
أيّها العاشق دع العيون تسقيني
جمال الرّوح و روعة الاحساس
منك الصّباح يغازل بساتيني
وفيك المساء يبعث الأجراس
تهيم بشوقك وتنقش قوانيني
وتعلنك سيّد الكون والحرّاس
على روابي حرفي هيّا داويني
فعذاب الحبّ أيقظ القدّاس
برق ورعد يعصف و يؤذيني
إن تمادى قلبك و حبس الأنفاس
هدّأت حبري و قدّمت قرابيني
حين رأيت فيك النّبض والنّبراس
يا مالكا منّي الحشا رتّب دواويني
واجعل لحاظك ترقب الكرّاس
هلّت وبانت عطور رياحيني
وبثّتك نجوى تلهب الألماس
مازلت أرنو لأبيات تناديني
و توسّمني الأميرة فوق كلّ النّاس
منية علي
*********
ملء القلب والضّمير...
مازالت كلماتك تخترق كلّ أنفاسي
مازال الوجد بي يعصف كما الرّصاص
أنا متيّمة يا سيّدي 
فمتى يحنّ حرفك ويرتجل
أنا عاشقة يا فارسي
و لقوافيك يئنّ شعري ويرتحل
أنا مغرمة يا قاتلي
و لسجاياك بتّ أقيم و أعتزل
و لو تدري أنّك في نبضي وإحساسي
و لو تعلم أنّك عشقي و رواية كلّ قصّاص
هويت فيك تراتيل الهوى
و أنت للهوى مدارس العشاق
أسرتني بسحرك وزاد الجوى
وجواك يضرب بقوة المشتاق
ربطتني بعهدك فطال المدى
فاكتويت بلوعة الهجر و الأشواق
أما اكتفيت حبيبي من تعذيب نبراسي؟
أما شبعت طبيبي من تعنيف إرهاصي؟
مولاي فروضي كلّها إليك
قد زيّنتها بالورود و شذى الياسمين
شكوايا لقلبك بين يديك
نسجتها من رحيق عطر الرّياحين
يا روحا أسرتني بخافقيك
حتّى خلتني أصبحت كالمجانين
يا خصما عاندت جفنيك
و أنت الحكم بعيون تلك البساتين
فما وجدتني إلاّ غريقة و لحاظك حرّاسي
و ما لقيتني إلاّ أسيرة و حروفي تنذر بقصاصي
أهديتك نبضي والخفقات
ملء القلب والضّمير 
و لروعة الشدو و الكلمات
صمت الأعمى والبصير
وبقوّة البوح و الشّذرات
ساندني الحرّ و الأسير
هائمة بدنياك و للحبّ رنّت أجراسي
صابرة للقياك و لقلبك قدّمت إخلاصي
منية علي
*********
أفلم تسمع؟؟؟...
بات القصيد يئنّ من وقع الحياء
وإليك تهيم الرّوح من أضلعي
زاد حنيني بكلمات ...الرّجاء
فهلاّ شددت العزم مع أشرعي
همس رقيق يقطّع ...الأحشاء
أما حان لربى قلبك أن... تقلع
أشعلت الجوى بحرقة الأصداء
أفلم يصلك الصّدى أفلم تسمع
صمت الجوى يزلزل بسخاء
وبات للعين شذى... ..أدمعي
أصبحت للقلب مهجة ...فيحاء
فللّه درّك متى تحنّ و..ترجع
أغار عليك من لظى ..الغيداء
وسهام سحرك قرّبت مصرعي
برق و إعصار يضرب ببلاء
وحروف النّوى غزت موضعي
سألت الثّريّا روضة ...غنّاء
وفبك يكون الغرام سنا مشرعي
فخافت جنون و لوعة الأنواء
وأخبرتني أنّك الهوى المدقع
شحذت سيوفي ببعض الهجاء
وعاد جفا الحرف لمضجعي
فهل ستلبي مطلبي والنّداء
ليعود الصّفاء ويروي منبعي
منية علي
*********
ازدانت أكاليلي...
كتمت بالفؤاد تراتيلي
و شددت الرّحال لعيونك
جفّت ومالت مناديلي
لسحر لحظك و جنونك
يا عاشقا سنا مراسيلي
أشعاري كلّها لفنونك
حفظ القصيد تفاصيلي
وبات يناشد قانونك
سرت بالرّوح أقاويلي
تهفو لقلبك و شجونك
لو تدري فاحت تهاليلي
و دقّ النّبض لحصونك
و ثنايا عشق مواويلي
ترسو ببحرك و سجونك
و كلّما ازدانت أكاليلي
لتعطّر أرضك و سنونك
يا عمري كلّ تساهيلي
فدى لشذرات طعونك
أقبل فهناك أساطيلي
تنتظر لمعات جفونك
منية علي
*********
قلّي بربّك أما زال العناد؟؟
قرأت عيونك و بعض كلمات الغزل
كيف لا و قد استوطنت الأكباد
وجال الحبّ في الوريد كما العسل
حين يكون بين النّحل و بينه المداد
رقيتك بشوق خلته فاق كثبان الرّمل
و لازلت حائرة من نظرات السّهاد
أحببت فيك جنون الحرف على مهل
فزدتني من عاتيات السّحر والعناد
أبحرت في رموشك قسرا مع الزّجل
فراقت للقوافي أن ينجلي عنك السّواد
شدوت باسمك و لحاظي يقتلها الوجل
علّه يحضر طيفك فيطفئ نار البعاد
حطّت خطايا بجمر قلبك من الأزل
و غالبتني صروف هواك باقتياد
جنّت حروفي و بكلّ حبّ ...ترتجل
لتزيل عنك ما ذريته من ..رماد
ارفع شراعك و هيّا أبحرعلى عجل
و اقطع حبيبي سيوف الهجر بالفؤاد
جدّد غرامك و إلى عهودك امتثل
و نبضي لك سيكون نجواه الرّشاد
منية علي

*********
ثارت بالنفس أهواء عشقتها
فتلاطمت بخاطري الأنواء
لاحت لقلبي أحلام رسمتها
فتسامرت بالهمس الأنباء
منية علي
*********
قسم الحنين إليك أضلعي
و بانت بعيوني الومضات
جنّ القصيد وبات مطمعي
بحر يجيز بوح المغرمات
منية علي

*********
عاتبت عيوني عند اللّقاء
و أمرتها أن تغضّ البصر
فاضت جفوني من الجفاء
قالت كيف وهو نور البصر
منية علي
*********
حنيني إليك فاق كل الحكايا
و سجالي في الحب فريد
و سطوري لو قلّبتها الصّبايا
ستنظمها عقدا بل وتزيد
منية علي
*********
قلبي لك غيمة تمطر حبّات ...ألماس
و سحر جفوني طالته عيون كلّ قدّاس
إن زدتها حرفا وهبتك أرقى إحساس
أمّا فيافي الشّعر فدقّت بها الأجراس
لتعلنك حارسا لكل باب ...و متراس
و تعاند بوحك لتستفزّ أرقى نبراس
منية علي
*********
يا فارس الشعر فاز الهوى ببحاري
أسكنتك الأرض فغدوت بها مداري
و شجون الجوى إن حلّت بأغواري
فاضت كؤوس الوجد و بثّتك قراري
منية علي
*********
متمرّدة...
أمطَرتْ من عطر الحروف أدمعي
وتماهت بنبضي تلك العاتيات
يا روح القصيد هززت أشرعي
وتعَاظَمَتْ بالرّواسي العاليات
مهما هجرت برجي و أضلعي
ستعود راجيا حبّي مع الويلات
جمرات صبري زادت مصرعي
وأنا الأميرة فوق عرش الغاليات
صرخ الهوى فزاد تطلّعي
وتضاربت في الشّعر الماردات
يا أهل الغرام إن لمتم مشرعي
خذوا عيوني بتلك الأمسيات
كلّما جرف الحنين أرض منبعي
أمرته يهفو لصفو الأمنيات
فإن اقترب الجنون ليقضّ موقعي
عاتبت قلبي و مالت الخفقات
أنت الغلا فمتى تحنّ و ترجع
و تجدّد بوح الجوى و النّبرات
هامت روابي شعري لتقلع
بسما القوافي و تجفّف العبرات
منية علي
*********
أمرت الحرف فامتثل...
سأحيطك بشذرات العشق والغزل
حتّى يهاب النّبض صدى احساسي
وأرقيك بعيوني لمّا يحضر الزّجل
فأزيد إشعال الحشا وشدو الأماسي
يا فارسا عشقت قوافيك من الأزل
و انتفضت لأعلن بوحي و نبراسي
قد ملكت وتيني فأقصيت كلّ بدل
و أخبرتهم أنّك الحارس لمتراسي
ما عادت الجفون تتزيّن بالكحل
خوفا أن يسرقها الشّديد القاسي
و ماعادت الحروف تحنّ وترتجل
لتقدّم الفروض لذلك البعيد النّاسي
أخاف من قلبي أن يقتله العجل
فتتربّع على عرشي و كرّاسي
و أنا الّتي أمرت الحرف فامتثل
و رميت بكل من أقضّ ساسي 
رايات الحبّ ترفع على مهل
وتحمل مع روحي كلّ أكداسي
أنا الثّائرة و بحوري في وجل
تغرق العاشق لعطر أجراسي
منية علي
*********
يا وردة القوافي و ريحانة الأشعار
اشتاق قلبي لرنة الأوتار
يا فارسا فاق وصفه بهاء الأسحار
أسعدتني بشدو خلته النّوار
منية علي
*********

صمت و جنون...
ما كلّ همس القلوب يناديني
قد يكون الجنون في صمت الكلمات
وما كلّ أبيات الشّعر ترضيني
قد يسكن النّبض من يخطّ السّكنات
شاد حرفي بعشق كاد يؤذيني
إن لم يستجب و يعلن الخفقات
حنّت قرقعات شعري وحنيني
وتهاطلت بالحشا أرقّ الومضات
هامت دروب الشّوق بأنيني
فسمعت أمنياتي تلك النّسمات
حطّت اللّمعات بلحظي وسنيني
تنتظر من يمسح الدّمع و العبرات
يا شاهداعاتيات صبري و رنيني
أبلغهم أنّ الجوى أقضّ النّبضات
أعلنتها.... كلّ أشعاره تناجيني
وصروح الهوى هلّت مع الشّذرات
ران زماني وبات منه يرقيني
و يبثّ في النّفس تلك الجمرات
تاج القصيد احتلّ نبضي ليرويني
بوح الهوى و سكون النّبضات
منية علي
*********
هزّت صروح العشق أشرعي...
يا من هامت له الأشواق بين أضلعي
و شذى عبيره عطّر أنفاسي
نادتك لحاظي لتحنّ وترجع
و ينير اسمك صهوة قدّاسي
جنّ القصيد أفلن تعود وتسمع
خفق الحشا و نبضات التماسي
عاندت فيك الصّبر و كلّ مشرع
فدنا الغرام و أضرم أجراسي
أغارمن الهوى إن مسّ مضجعي
وحرمني الحلم بسارق إحساسي
هزّت صروح العشق أشرعي
و رمت هواك بقلعة متراسي
كادت الرّجفات تعجّل مصرعي 
ولك يخطّ البوح غاية كرّاسي
أما حان منك الوصل فلا تجزع
و سنا هواك زلزل حرّاسي
ومتى رغبت عن هوايا و منبعي
روح الجوى تغزوني حتّى مداسي
عجّل حبيبي الشّدو و هيّا أقلع
فجنون الحبّ طال كل أساس
منية علي
*********
سأحتل نبضك والخفقات....
لن أتنازل عن هذا العشق حتى الممات
مهما أبديت الجفا والهجر والصدمات
سأحاصرك برا وبحرا و أخطف السكنات
وأطل بين السطور والقوافي والهمسات
سأجدل ضفائر الوجد واللهفة والخفقات
وأرسمك وشما داخل الوتين مع الآهات
إن فتحت زجاجة عطرك مع النسمات
تراني أتوه في سحر العيون والشذرات
وإن بحثت تحت الوسادة والسندات
تلقاني هناك أرسم العشق في الشرفات
مهما أضنيت سكون القلب والرعشات
سأكون لحن سعادتك وعزف المربكات
يا ملك القوافي إياك أدعو في كل صلاة
علّ الحشا يلبي النداء و يردّ الدعوات
أميرة الحرف ههنا بصومعة الشامخات
تبوح أنك فارس البوادي بلا ويلات
سأحتل نبضك و أخطف منك الخفقات
و أرسم كل مدائنك مع الحب والرجفات
اختل ميزاني وقرعت صدري الفتوحات
لأفوز بمفتاح قلبك وأعلن الانتصارات
منية علي
*********
الشّمس كاد يقتلها الحسد 
يا درّة العشّاق و تاج أنسي
عذرت القمر حين لك سجد
يا أيّها المشتاق هذى همسي
الشّمس منك كاد يقتلها الحسد
أخبرت الرّفاق ربا أمسي
و أنّك فارسي بالأمس و الغد
غارت الأبيات شذى حسّي
عندما علمت نجواك للأبد
و النّار أشعلت سما حدسي
فما انطفأ جمرها و لا خمد
طال هواك أرضي و رمسي
وقاتلني حبّك حين اجتهد
هززت البنيان فخبا غرسي 
و ارتجّ نبضي وما صمد
أخبرته التّوبة بسنا شمسي
فقال أنّك سكنته للأبد
أمرته الانصياع لجرسي
فأجاب أنّك للحشا القصد
رجوته أن يكفيك هوسي
فأعلنك الفارس دون أحد
قطّبت الجبين و بان بأسي
فخفق قلبي أنّك له المدد
منية علي
*********
كلّ ما فيك خطر...
أخبروني أنّك عاشق لعيوني
فجنّ قلبي من جنونك وانفطر
خيّروني بين الرّمش و فنوني
فخيّرت رمشك وداريت الخبر
حذّروني البوح بأسرار شجوني
فقلت أنّ اسمك بالقلب انحفر
احتاروا بين حرفي و ركوني
فأجبتهم سيّان عندي الخطر
هاموا بصحرائي و ظنوني
فأشرت أنّك النّور و البصر
زادت فتواهم ببحر طعوني
وتقلّبت جنوبهم على الجمر
فاح عبير عطرك بغصوني
فزادت خفقات قلبي مع الحذر
حنّ الفؤاد و راقت سنوني
فهل حان إكمال ذاك الشّطر 
ارم راياتك بين جفوني
و أنا سأعلنك سيّد البشر
منية علي
*********
المحبّة في القلب تداوي كلّ الجروح
والسلام يسكن نبض الحشا والرّوح
والتّسامح سلطان لأصحاب الصّروح
إذا ملكتهم بيمينك غدوت مسكا يفوح
منية علي
*********
حرفي وجنوني...
يا عاشق حرفي وجنوني
سأشيّد معالم أسفاري
يا ملهم شعري وفنوني
سأقيم مواسم أسراري
في بحرك أغرقت عيوني
و قطفت بالحلم قراري
في سحرك أفنيت ظنوني
و ساجلت بالشعر وقاري
ارحم عتباتك بسجوني
لتكون المرسى لبحاري
اشفع سطّرت بقانوني
لتكون منابع أفكاري
هامت نجوايا و شجوني
وطفت معالم أزهاري
راقت همساتك بغصوني
فرقيت بالحبّ مداري
إن تهت بقفار حصوني
أهديتك قلبي و فناري
إن غبت عن ليل عيوني
غلّفت بالصّبر جداري
منية علي
*********
جنّتي وناري...
لطالما تساءل العاشقون
كيف السّبيل لعبور بحاري
وكثيرا ما ظلّ التّائبون
في حيرة إن طال قراري
قلبي مليء لو يعلمون
بشظايا الهوى و ناري
رنّت حروفي لو يشفعون
وتلاقت همساتها بمداري
رقّت كلماتي هل يدركون
أنّ حنين الشّوق مساري
جنّ القصيد كما يأملون
فهل لبحار الشّعر أداري
فاح العبير بتلك الغصون
و تفتّحت بتلات أقداري
هلّ الهيام بلمعة في العيون
و رجفت خفقات أوتاري
مرّ الغرام و أنار الشّجون
و تلاطمت أمواج أفكاري
أفكلّما ازداد بي الجنون
أثارت الشّذرات أسراري
منية علي
*********

رغم رحيلها ...أهدي إلى أمّي هذه الخاطرة بمناسبة عيد الأمهات الذي يقام اليوم في تونس:
حاضرة بقوّة الغياب......
مرّ هذا اليوم و قلبي حزين
فأين التي أقول لها عيدا سعيد
كلّ ما فيك يا نبضي أنين
فأشواقي غالبتني... من جديد
كيف لي احتمال جرح السّنين
و غيابك عنّي يا قرّة العين شديد
كيف لدمع العين أن يستكين
وسهام الفراق تضرب بالحديد
حاضرة في عيوني مع الحنين
ودعواتك في أذني صداها بعيد
قبلاتي أرسمها على الجبين
وورداتي تشقّ لك كلّ الوريد
ما عادت حروفي كما الرّنين
لأنّك خفقاتها بل أنت القصيد
رحمك الله مع الأبرار و العالمين
و ألهمني الصّبر يا سرّي العتيد
منية علي
*********
حروف الهجاء....
حروف الهجاء لك رهن الأمر والمدد
ماهرة في وصفك وهي لك عون وسند
وخيام عشقي نصبتها بالحرف والوتد
وخيولي لك سرجتها وأعلنت العتب
سباقة لفلاتك في كل ممر ...ودرب
وصهوة عشقي شحذتها بأروع شغب
وعيون حرفي دافقات بكل الشجب
احذر فإن مقلتي ترهب.. منك العقد
ألف نسجتها لأشعل في قلبك اللهب
حاء طرزتها بكل قافية ...و بالطلب
باء غرستها في نبضك بلا... سبب
كاف هي للنفس مهجة..... وطرب
أحبّك غلفتها بالزمرد ......والذهب
فهل فهمتها أم أعلن حالا ....الشغب
وأسمعك إياها ليصل صوتي القبب
ويبعثر أنفاسك أيها الطّاغي المستبد
منية علي
*********
حروف تتململ...
ناديت حروفي علّها تستجيب
فعاندتني و أعلنت الجفاء
أخبرتها أنّني لها أستطيب
فرفضت إعلان الولاء
حاورتها قسرا فما من مجيب
فهل هو هجران الوفاء
أيّتها القوافي بسحر المغيب
اشتقت لهمسات المساء
بانت السّجايا بهذا الشّجيب
و بلغت صرخاتي السّماء
هل ستعود إليّ ليالي الحبيب
وهل ستهزّ أبياتي اللّقاء
فكلّما جدّدت ذاك النّحيب
كلّما شقّ قلبي البلاء
أعلنت كلمات شعري الطّبيب
لعاتيات الشّوق والشّقاء
زدها إله العزّة بلا حسيب
واحفظها من زيف الرّجاء
وبالصّدق غلّفها وبكلّ عجيب
لتكون لؤلؤة بنبض القضاء
منية علي
*********
مناجاة
أناجيك إلهي يا رب الأرض و السماء
فندائي لك فيه التوبة والتذلل والرجاء
أناديك بكل أسمائك الحسنى و الدعاء
أن تقبل قولي هذا ففيه التوبة والثّناء
خالقي يا عالما ما بالنفس من صفاء
وغافرا للذنوب مهما بلغت من شقاء
أدعوك يا عالم الغيب و مصدر القضاء
أن تهديني لطريقك الذي فيه الرضاء
و أن تنير دربي في كل مطلع ضياء
وتقودني للخير وتحميني من الأعداء
لك وحدك أتضرع في الصبح والمساء
لتغفر لي ما تقدم من ذنوب مِرَاء
إلهي كفكفت دموعي دونما أصداء
فنورك انبثق في قلبي وزادني حياء
يا حامي النفوس بكل رفق وبهاء
توسلت إليك فألهمني إليك الاهتداء
يا محيي ومميت هلاّ سمعت النداء
شوقي إليك عظيم وكلي لك إصغاء
يا خالقي في دنيا هي الفناء و العراء
لا حقيقة في الوجود إلا وجهك البراء
أنا الضعيفة المحتاجة إلى الرضاء
أستغفرك فمغفرتك باتت هي الرجاء
كلما ضللت عن طريق الحق بالإغراء
أريتني آياتك ورددتني إليك بكل نقاء
يا رب كثر الألم وزاد فينا العناء
فأنت الغفور وما الدنيا إلا دار الفناء
سكنت القلب والنبض والروح الفيحاء
أعنّي خالقي على اتباع طريق الهناء
وكلما رفعت كفي في صلاتي للسماء
فاعلم أنه ترجي و ابتهال و استجداء
منية علي
*********
كلّ صباح..
أرسم بالورد أحلامي...
أكتب بالعهد عنواني
أرسل للغيب أوهامي
أنذر بالويل أحزاني
منية علي
*********
اعصم عيوني من الشّغب...
رغم غيابك في هذا المساء
لازلت تسكن الروح والقلب
رغم أنك أعلنت الجفاء
مازالت همساتي تعلن الشّغب
رغم الصّدّ و البعد و البلاء
سأكتبك نغمة ووترا بالكتب
لاتدري كم اشتقت لذاك الولاء
و لتلك النّجمة تلمع عن قرب
مهما طال بيننا حبل اللقاء
فرشت لك عرشي عن كثب
أنت يا من أعلنت الوفاء
ستعود مهما طال الغيم والسّحب
حبيبي أقولها ملء السّماء
سأحتلّك بكل نبضة و عتب
جفّت ينابيعي كما البيداء
ونضبت شراييني فما السّبب
هامت حروفي تبغي الصّفاء
وجفّت دواويني من التّعب
فاجعل قبلتك نهر الشّفاء
واعصم عيوني من الشّغب
منية علي
*********
في غيابك.......
ماذا عساي أقول....وكيف أبحث عن طيفك مثل المجنون......في غيابك قصة وجع تطول وتطول ......لا أحد يعلم ما يحويه قلبي المفتون.....آه من قسوة مشاعري التي تكاد تندثر وتئن وتموت....تغتال كل جميل لحد الأفول.....في غيابك تحتبس أنفاسي بين نور ونور....وتغدو حياتي كأنها قبس من ذكراك .....وسهدي نور من عشقك......ونظرتي قليل من سحرك.....وسمعي جرس ابتساماتك وضحكاتك....في غيابك أموت آلاف المرات....و أصحو بضع مرات.....لأتأكد فقط أن قلبي لازال ينبض باسمك...وأن روحي لازالت تشتاق روحك.....وهمسي يهفو لهمسك.....متى سينتهي هذا العذاب ......ويزول هذا الألم......وأصحو على الأحلام دون الشجن......وأخيط من شعاع الشمس ألف أمل.....ويغدو الحضور باقة من الود منهمر......في غيابك لا حضور إلا معك.....لا كلام إلا معك.....لا خصام إلا معك......لا حب إلا معك .....لأن قلبي وروحي ونبضي وكلي كله معك.....
منية علي
*********
سحقا أيّها البعد....( على بحر الهزج)
ألا سحقا لذا البعد
جفاء النّوم أعياني
تعالى جدّد العهد
وداوي كلّ أحزاني
كفانا العند و العدّ
حبيب الرّوح أشجاني
تعالى أنشد الودّ
و ساجل بوح شرياني
حروفي ترقب الرّدّ
و دمع العين أضناني
شموخي ثائر الحدّ
وطوق الهمس ناداني
جنوني يهفو عن جدّ
كم المشتاق أرداني
وبوحي أشار بالكدّ
وجمر النّار أركاني
لم الأوتار تشتدّ
فكم حنّ و راضاني
و إن ثار ربا الصّدّ
يعود اليوم يلقاني
وإن أبقى على العهد
له روحي ووجداني
منية علي
*********
عَلَى نَغْمَاتِ وِجْدَانِي... (على مجزوء الوافر)
عَلَى خَفْقَاتِ أَقْلَامِي
أَطَالَ الْهَجْرَ وَالصَّدْ
عَلَى رَجْفَاتِ أَحْلَامِي
أَسَالَ الْحِبْرَ وَ الرَّدْ
أَمِيرِي حَائِرٌ وَجِلٌ
أَمَالَ الْقَلْبَ وَ الْوِدْ
حَبِيبِي ثَائِرٌ هَطِلٌ
أَزَالَ الْفِكْرَ وَ الْعَدْ
إِلَى عَتْبَاتِ مَيْدَانِي
رَخَيْتُ الْحَبْلَ وَالشَّدْ
إِلَى ثَكْنَاتِ عُنْوَانِي
لَغَيْتُ الْعِنْدَ وَ الْمَدْ
بِلَا هَمْسَاتِ أَوْرَاقِي
تُنَاجِي الرُّوحَ وَ الْقَدْ
بِلَا بَسْمَاتِ أَحْدَاقِي
تُعَانِي الْبُعْدَ وَ الْهَدْ
عَلَى نَغْمَاتِ وِجْدَانِي
تَنَالُ الْحُبَّ وَ الْجَدْ
عَلَى صَرْخَاتِ أَحْزَانِي
تَرُومُ الْخُسْرَ وَ الْحَدْ
منية علي
*********
لا تطيق أحرفها....
تبوح أنّك لا تطيق أحرفها
و أنت تعشقها وتهواها
وتزيد أنّك تهجر مراكبها
وما زدت إلاّ غرقا بدنياها
أيّها الفارس بربى ملعبها
كَذَبْتَ حين نطقت بجفاها
أحرقك الصّبّ فبدا موكبها
بعيونك لمّا بحت شكواها
أينما ولّيت عن مرفئها
نَصَبْتَ خيام الحبّ بمرساها
انطق قوافيك بمحضرها
وبح أنّك تناجي رحماها
لو حاد القصيد بمنكبها
فاعلم أنّك أحسنت رقياها
ارم راياتك بمحفلها
و فروض العشق للقياها
منية علي
*********

فلتسأل إن شئت صوت النّبضات
لتقول كم ذرفت من الدّموع أنهارا
و لتأمر لو دريت جنون الشّهقات 
فتخبرك كم كتمت عنك ..أسرارا
وحين تنير بطيفك تلك الشّرفات
يهيم قلبي و يعبر بالودّ أسوارا
منية علي
*********
صبرا...
صبرا تمهّل و أوقف عتباك
فقوافي شعري سهامها كالجمر
قلبي تململ من غيّك وشكواك
و أنت لو تدري قد كنت القمر
أيّها الغاوي لحروفك و سماك
بحكايا الحروب يضجّ السّمر 
لك بالخاطر بقايا من ذكراك
ولو بدا جفاك سيكون الخطر
لا تشعل النّيران وتحرق دنياك
فرماحي قاسية بكلّ المدر
أنا الأميرة فلا ترم شظاياك
ستذيقك دواويني دموع الأثر
لأنّني الطوفان و لو حلّ أبكاك
وتسيل دمعاتك بل تنهمر
حروفي قاتلة أكتمها لرقياك
فلا تتمادى فنبضي انفطر
و سيفي سليل مقتله ثناياك
إن زاد جنوني أنهيت الأمر
ارفع لحاظك وحاذر نواياك
و إلا أرديتك بذات الوتر
الحرف غادِر لو رام فتواك 
و قلبي مازال يدعو القدر
منية علي
*********

ما بيني وبينك....
و إن كان الذي بيني وبينك قصة
ما وردت بديوان شعر أو بكرّاس
و إن جار عليّ الزّمان وخفقة
كانت الحرس على كلّ مداس
و إن رجف اللّسان منّي بشهقة
كتمتها عندما مات فيّ الإحساس
و إن اعتصر الحشا معي نبضة
و اكتسح السّواد كلّ الأجراس
ساقت لك الرّوح و لي ومضة
تعلمك أنّك حيّرت الفكر بالرّأس
وجاوبتك بكلّ نبض وزفرة
أن لاتحيد عن القلم والقرطاس
و سألتك بحقّ كلّ.. عبرة
أن تحفظ بالقلب كلّ أنفاس
تشتكي أنّني قاسية و صعبة
ونسيت أنّك زرعت كلّ التباس
وزدت فوقها نارا...و نبرة
حتّى بدت شظاياك أجناس
قف مكانك و اسمع عبرة
أنّ الأميرات قلبهنّ كالألماس
فإن تماديت و كانت عثرة
سأنقلب عليك بالعدل والقسطاس
وترتدّ القوافي مع كلّ شذرة
نارا تلهب الحديد و المتراس
منية علي
*********
(أَرَقْتُ مَحَابِرِي.)..على بحر الكامل
لِمَنِ الْغَرَامُ وَقَدْ أَرَقْتُ مَحَابِرِي
أَيُعَانِدُ الْقَلْبُ الشَّذِيُّ الْعَاتِيَاتْ
وَلَقَدْ تَهَالَتْ بِالْجُرُوحِ قَصَائِدِي
أَنْتَ الرُّبَى بِدُرُوبِ نَبْضِ الْعَالِيَاتْ
سَكَنَ الْحَشَا فَتَرَنَّمَتْهُ بَشَائِرِي
وَتَعَاظَمَتْ نَجْمَاتُ دُرٍّ سَامِقَاتْ
مَالَ الْجَوَى مُتَوَسِّمًا بِمَدَائِنِي
عَبَثَ الْحَنِينُ صُرُوحَ قَوْمٍ شَامِخَاتْ
هَمَسَ الْهَوَى فَتَلَاقَفَتْهُ سَرَائِرِي
عَبَقَ الرَّنِينُ صَدَاهُ تِلْكَ الْأُمْنِيَاتْ
ذَرَتِ الرِّيَاحُ رَمَادَهَا بِمَكَاحِلِي
فَتَلَاطَفَتْ وَ رُمُوشُ عَيْنِي مَائِلَاتْ
فَتَنَ الْقَصِيدُ مَنَابِرِي وَ مَقَاصِدِي
فَأَصَابَتِ الْأَنْوَاءُ وَجْدَ الْفَاتِنَاتْ
ذَاكَ الْكَرَى يَغْزُو رُمُوشَ لآلِئِي
فَرَجَوْتُهُ يَحْنُو لِقَلْبِ الْعَاشِقَاتْ
منية علي
*********
يا ويل قلبي من هذا الغرام
صلّيت لربّي يهديني السلام
كلّما مرّ طيفك اعتلّ الكلام
لا تزد حيرتي فعليك الملام
منية علي
*********
لك ما زالت الكلمات حيارى
ولم أجد ما يكفيك من العبر
كلّما شاد حرفي مع السّهارى
منعني الخجل وطال الخبر
منية علي
*********
تاج القصيد يبغي حرف الجمال
وصولجاني مسكه بعض الدّلال
وكلما مررتُ بربى تلك التّلال
أثار جنون موكبي هذا السّجال
منية علي
*********
دروب الحكايا ....
كلّما راودتني بقايا الأمنيات
تعلّقت بتلك الطّرق و الثّنايا
زاد لهيب الوجد والأحجيات
وتسمّرتُ في دروب الحكايا
سيّان عندي عبير الأمسيات
و تذمّر القلب من ..الشّظايا
عائدة إليه وفي.. النّبضات
ألف ألف مهجة ...و هدايا
هو البحر بأمواجه الثّائرات
و في اختياله عشق الصّبايا
هو الرّوح بهدير العاتيات
عندما تئنّ تزيد في العطايا
مولاي سئمت تلك الفاتنات
من وراء الحجب والزّوايا
قلبتَ حروفي مع النّبرات
من عالم السّحر إلى الحنايا
ضربتُ بيميني ..الهمسات
فملكتهنّ بسجني مع المرايا
عد إليّ فصروحي باقيات
و أنا سأجدّد نبع رضايا
منية علي
*********
مازلتُ كزليخى حين أدهشت العشّاق
تناجي ربّها وتدعوه قسرا في الخفاء
وما زلتَ كيوسف لمّا بدا منه الاشتياق
لسيّدة النّساء و لكن حال بينهما الحياء
منية علي
*********
تتوه وقلبي ينير لك الطريق
فمرّة شجار وأخرى صديق
وكلما زاد احساسك بالضّيق
هوّن عليك فهي آلام الغريق
منية علي
*********

عشق أم جفاء...
يا أيها الصّلب العتيّ ...بقلبه
راقت بعينك كثرة... الأنواء
تاه العبير مرجرجا... بجباله
وتعاظمت بشتاتك ..الأصداء
هات القضاة لكي تحاكم ظلمه
هل ترتضي لخصامك الإقواء
مرّت بوادي العطر فاح بأرضه
فتهامست بأريجها... الأحياء
نبضي الشّفيف تعتّلت همساته
و تلاطمت بجنونه... الأنباء
ضجّ الفؤاد لكي يبوح بحرفه
و أنا القريرة تاجها العظماء
جنّ القصيد و ثمّ أسدل شدوه
فتضاربت شذراته... بحياء
منية علي
********
لو جادت عيونك ببعض الغزل
وسكنت بقلبي على طول الزّمن
و ألهبت قصيدي ببعض الزّجل
ستكون جنوني مع كلّ شجن
منية علي
*********
صباحك ورود تتراكم بقلبك
وشذى كلمات تسعد نبضك
صباحك سكّر ذاب بوجدك
و آلاف الزّهور تحطّ بقربك
منية علي
*********
منك و إليك...
خاصمت قلبي حتّى يبعدك
فما راعني منه إلاّ الجفاء
عاقبته كلّما حنّ و أرجعك
فزادت دقّاته تبغي ..اللّقاء
هدّدته أنّي سأردّ و أهجرك
فذاب فيك عشقا ..و رجاء
شددت العزم وقلت أكرهك
فمال النبض و زاد.. البلاء
حين يجنّ حرفي و ينهرك
أجد نبضاتي تنذر بالوفاء
مالي وهذا القلب كم يعشقك
بات غريبا مثقّلا كالشّتاء
أفكلّما هربت منك لأجرحك
عاد إليك وتمرّد في المساء
ويلاه كم أشتكيك و أربكك
بالروح أنت عالق والحشا
ماذا جنيتُ منك حتّى أحبسك
إلاّ عذاب الحبّ ..مع الفناء
حلفان قلبي أنّه.. سيحرسك
قدر كتبه بيدي ذاك القضاء
منية علي
*********
جنة ونار...
سبق وأعطيتك من قلبي آخر إشعار
فقد طال مني الوجد و وجع الانتظار
يا قاتلي أشعلت بركانا كالإعصار
فمرّة تسكنني ..مع أروع الأطيار
وأخرى ترميني بسهام كأنّها نار
أنا في الهوى عنيدة كورد الجلنار
يسحرك بجماله ..فتفقد كلّ القرار
واحة عشقك صدع أصابه الانهيار
ترفعني فوق قامات أطول الأشجار
تهاديني باقات الزمرد في الأسحار
ثم تعرض عنّي فيبقى قلبي محتار
ما بين جنّتك ونارك أيّها ...الغدّار
هما سيّان كسحابة تملأها الأوتار
وإن بدت نسائم ودّك فلحسن المسار
ألا تبقي عشقك شامخا مثل الآثار؟
وتنزع سهدك فتحرقه بشظايا الأفكار
فأناعاشقة مجنونة ولا وقت للأعذار
فإما أن تسكن في قلبي كما التيّار
وإمّا أن أسكن نبضك فاتّخذ القرار
منية علي
*********
هواك طغى فيه العجب
لا بحر يرضيك و لا سبب
هات قوافيك بلا عتب
و إلاّ أعلنتها تمرّدا وشغب
منية علي
*********
لأجل عيونك أوصدته...
وقفت ببابي.... لتطرقه
فرددت جوابي.. بسؤال
أردت التّداني ..فأوقفته
فأنا التي يسحرها الجدال
رسمتَ الجَمال فأردفتُه
بأروع القوافي في سجال
ذريتَ الرّماد ..فنظّفته
علّ نبضك ينول المحال
سرجتَ العجاب فألفيته
مال لقلبي وملّ الدّلال
هجرتَ القصيد فرافقته
بروحي إليه دون مقال
ألا أيّها الحائر عوّدته
أنّ الكلام بذاك السّؤال
شموخي شديد أوثقته
ووتدي شحذته بالكمال
ومهما فعلتَ فما عنيتَه
أنّك عطش جافاه الزّلال
أغمدتُ سيفي أخرسته
كماء تلاشى... بالرّمال
ولأجل عيونك أوصدته
بابي و أشهرت النّزال
منية علي
*********
تائهة بين نبضي والخفقات
أجوب أوردة داخل الذات
تحنّ لبعضك مع العاتيات
ثمّ تعود لنبعي كالرّاهبات
منية علي
*********

حار حرفي...
لقد حار حرفي 
بحاء ..وباء
فمنه.. النّعيم
يروم الخفاء
ومنه الرّقيب
يجوب السماء
فما بال قلبي
غريب الضّياء
وفي كلّ حين
سيبغي البلاء
و أخرى سليلا
يعيد ...البناء
تراه ...أميرا
يريد الهجاء
فبات.. قريرا
بعيد ..العداء
و أخرى أسيرا
يريد الشّفاء
فيا لوعتي منـ
ـه زاد الوباء
و طار مغيرا
من الكبرياء
فبان سعيرا
شظاه رخاء
منية علي
*********

أنتِ لي بستان...
جلجل الهمس ..بسماها 
أنتِ لي بستان
يا أجمل الورود وشذاها
أرسلي العنوان
حنّ حرفها و ناداها
لغابة الألوان
ودنا القصيد ..لرقياها
بباقة الرّيحان
كلّما ازدان ...محيّاها
بالخجل الحيران
هربت وبانت فتواها
للعاشق الولهان
صمت الكلام.. بدنياها
و أصدر الألحان
ففهم المحبّ... رجاها
بالودّ و الإتقان
حار العبير... فسمّاها
رنّة العيدان
باحت غيداء بمرساها
تلك العيون الحسان
منية علي
*********
أحكم و لكن بحياد...
كم ذرفت للأشواق حبرا
لترقيك من عيون الحسّاد
وطلبت من الأقدار سرّا
أن تعصمك من النّهاد
وجلبت من الأقطار برّا
تمائم العشق لنار البعاد
ودعوت الأسحار جهرا
أن تأسرك بحبل الوداد
و رميت الرايات قسرا
لأمير هو لي كلّ العباد
و جاريت الكلمات نثرا
لتبلغ غايتي ذاك المهاد
ووشّيت بالقوافي شعرا
فذريت الرّمل والرّماد
لتعود كما الرّيح بحرا
وتكون ملكي بلا عناد
ودرزت التّعاويذ فرّا
لأحتلّك دون... سهاد
وغطيّت الآفاق كرّا
فأنت لي كلّ البلاد
فهلاّ استسلمت قهرا
و هلاّ حكمت بحياد
منية علي
*********
تراكمي في وريدك ليس بالشيء ..الجلل
فحضورك في قلبي زرع الودّ و الأمل
وحروفك لو تدري ملآنة ولو على مهل
و همساتك في دربي أشعلت تلك المقل
منية علي
*********
ومضات....
لاح وميض الحروف بنفسي
فحنّت سمائي إلى الومضات
رنّ القصيد فزاد به بأسي
و آثرت البوح بالشّذرات
توقي إلى القوافي هو كأسي
سأذيقه لعاشقي الهمسات
هو من يزيل عنّي نحسي
ويحتلّ نبضي مع السّكنات
و آه لو أشرقت فيه شمسي
وهلّت حروفه مع النّغمات
عشقت المنى وهو رمسي
فإليه أبوح مع النّسمات
أن يزلزل قلبي وحدسي
لأتنفّسه مع شذى العبرات
رميت كلّ سيوفي و فأسي
و ألقيت ببابه ..الورقات
أعلنت فيها شرود همسي
وتوبتي عن تلك الثّغرات
و أنّ الحبّ مالت له نفسي
و اتّخذته نبراس الخفقات
منية علي
*********

حرفك الحيران ....
ما بال حرفك جازعا ...حيران
حتّى طغت بعيونها ....الأنواء
و كأنّه ملّ ولم يعد.... نشوان
فتضاربت بقلبها... .الأصداء
ما بالك متردّدا أيّها ...الفنّان
فقريضك نجم في كبد السّماء
وكأنّ ماردا أغرق.. الشطآن
أو جُنَّ فيك الوحي بالأرجاء
لا ترتجف و أظهر الإحسان
فقد تعطّرت بنسماتك الفيحاء
وهات الغزل القاتل.. الظمآن
يروي عروشا ليخفّف الأعباء
أجزل عطاءك بكامل الإتقان
فيأسرك هواها بواحة زهراء
تشتاق منك لهمسك ..الفتّان
فهي لها الحشا و ..القضاء
هو دلال إن شدّت الأشجان
فأرخي سياط اللوم و الجفاء
وحتّى إن عبرت لها الأوطان
ستسكنك داخل قصيدة عصماء
حلّق وجد بحرفك ...الولهان
و حاذر منها تضارب الأنباء
وهات عبير شعرك المزدان
بالمسك والريحان و الإيحاء
حمّى الهوى رغم الذي كان
سلبت هدوء الرّوح كلّ مساء
فإن أشعلت عشقها كالبركان
لسعتك بشظايا تزلزل الأنحاء
منية علي
*********
صباحك مشرق كاشراقة حرفك
ونورك أغرق القوافي بهمسك
قلبي ملك على عروش نثرك
ومفتاحي علقته كترانيم شعرك
منية علي
*********

شددت الشراع منذ زمن
من يوم أسرتني عيونك
ومال يراعي مع السّكن
لأثير فيك ..نار جنونك
يا فارس الحرف والشّجن
جد بحرفك و اقمع ظنونك
منية علي
*********
أنت الحرس والعسس...
تقول بأنّك ...لن تبوح
وحرفك كله يقطرشجن
وتعترف بأنك لن تخون
وما راعني إلاّ.. المحن
رويدك أبدا لن ..تطول
أميرة السّحر و.. الفنن
تناور بحرفك و.. تدور
بفلك هي له نور السّكن
وكلّما زاد فيك الغرور
وراودتك تلك.. السّنن
تذكّرها ببعض المرون
وحرف لطيف يحتضن
نيران غضبها المصون
لتهدأ روحها و..تستكن
وتعيد غمدها المشحون
بالهجاء و حرف.. يئنّ
وافهمها أيّها.. المجنون
بكلّ عاتيات ....الزّمن
أنت الحرس المسجون
بنبضات فيها.. ستندفن
وعيونها عسس لن تكون
إلا بحرم الجمال فاطمئن
منية علي

*********
حراسة وعسس
ولو كان بيني وبينك آلاف الحراسة والعسس
ولو كان ما يفصلنا ألف حارس وألف فرس
ولو أظهرت للعالم أنك معي يركبك مسس
وأنكرت شوقك بقناطير من الوزن في كدس
فلا أريد غير بسمتك التي تبرق كالشمس
سآتيك بعاتيات شوقي على أمواج في أنس
لتبثك حنينها والبعض من الجوى في النفس
ورغم أنك كالصخر لا يطرق أبدا ولا يمس
سيعطيه قلبي الدفا و حرفا من نور القبس
علّك تفهم أنك للظبية حارس الرمش والهوس
منية علي
*********
آلاف الحروف...
قرأت آلاف الحروف بتلك اللمعات
فعشقت منك الهمس و.. النبضات
ورحت أرسم بين كل.. فلاة وفلاة
بوارق الشوق علها تهديني النجاة
وبينما أنا حائرة في دروب الحياة
عثرت على ضالتي فكانت الويلات
حب وعشق و نبض يسبح بالشرفات
وقلب عاشق ينتظر أعتى العاتيات
و لأن روحي ستكون أسيرة النظرات
سيكون استشهادها حتما بتلك الخفقات
منية علي
*********

هل أخبرك...؟
هل أخبرك بقلبي الذي تاه و تعب
من عاتيات صدّك عند المغيب
أم أرقيك من عيني دون أي عتب
أيّها العاشق المجنون المريب
أم تدخل نبضي لترى فيه العجب
وتشعل نيرانا تزيد اللّهيب
أم تتركني مع لواعج شوقي يا محبّ
لأكلّم نفسي دون أيّ مجيب
اختر ما شئت وأخبرني بكل حبّ
فما عاد لي صبر و لا طبيب
و أنر دربي الذي أثقله التّعب
و فاق فيه الجوى أيّ حبيب
يا جاثما بعروش قلبي كالمطبّ
إن داهمته الأنواء مع المغيب
طار كالنورس مع القبب
وهاجر مع أوّل نظرة رقيب
منية علي
********

أغار عليه من فنجان قهوته
لما يستنشق عبير عطره
و أهفو إليه كوردة بجنته
إن بان في العلا.. همسه
وكلما دنت ربا ابتسامته
أتوه حائرة في سما نبضه
منية علي
*********
ن شددت شراعك مبحرا
هام القصيد فوق قلاعي
و إن جاد حرفك مفعما
جنّت قوافي انصياعي
مولاي عهدتك مبدعا
سكنت دفتر أضلاعي
رميتَ رماحك مجبرا
كي يئنّ نبض يراعي
فناديتُ حرفك معجبا
ليطرب لطف سماعي
منية علي
*********
إن مكثتَ سأجوب عيونك...
إن مكثت في الحشا والروح فيك
سأجوب سحر لحاظك و العيون
و إن بحت لفؤادي ...بشجونك
سأبحر كالغريق بتلك .السجون
مالي أقارع في هواك و حصونك
صبر أيوب و يوسف على الظنون
إن ذاب قلبك و أسرّ... بهمومك
فقلبي.. أنت له الترياق و الفنون
أيّها البحّار إن رسوت بسكونك
فشاطئي إعصار يضرب بجنون
هات منك حرف الحب بعيونك
لأهديك نار القوافي و الكمون
وغياب طيفي بشتاك و نجومك
بان حتّى تكتوي تلك ..الجفون
بركان عشقي غمر كلّ مرونك
ووفائي شهدته عبرات الغصون
شذراتي سافرت كلّ بحورك
و عاودتني تتمنى أن تمون
همس عشقي حلّ ضيفا بقانونك
و سهامي إن أطلقتها لن تخون
منية علي
*********

حروفي تلهب ...نيران القوافي
و تتوه ضائعة مع لهيب الفيافي
شرودي طال مع السم الزعاف
وكبريائي إن بان فإنه سيجافي
منية علي
*********

منذ غبت عن نظري....
ما غلبني من يوم رؤياك
إلا نيراني التي أشعلتها
ولا هزمني في نجواك
إلا نبضاتي التي سكنتها
منذ غابت عني سماك
صارعت الدنيا فألفيتها
تجتمع في لحظ هواك
فقارعتها آه ..و جافيتها
لافائدة فشفائي دواك
حتّى خفقاتي ..أنهكتها
ولما تاه منّي سنا لقياك
قتلت شذاها و أعدمتها
احتللتَ الحشا برضاك
و رسالتي قد أعلنتها
أنت الذي عشقت بهاك
ما همّني منهم لو قلتها
أيّها القابع هيّا رحماك
فترانيم شعري أطلقتها
هات حرفك ومبتغاك
فهمساتي لك رويتها
منية علي

*********
مرحبا برنين القوافي
اذا حلّ ركبه و هوى
أهلا بسحر انجرافي
وراء حنين الجوى
منية علي
*********

ذاك القمر....
أخبرته أنّه ذاك القمر من مسائي 
و أنّني أدور في فلك حسنه وهواه
و لم أخجل إن سكن بحرفه شتائي
و بثّ فيه بعض شذرات... الحياة
كلّما رميت على الجدران.. ندائي
و أطلقت عبرات العشق.. للنّجاة
فارس السّجال حلّ مع.... .بهائي
و أغرقني من طيبته... المرتجاة
سئمت هذا البعد عن نور سمائي
فهو القبس الذي ينير قلوب التّقاة
صبرا أيّها القلب ..... فذاك بلائي
و اسمه بالحشا يسمو كما الفلاة
ساحرة إذا اكتفيت منها.. برجائي
أما لو اقتربت ستكون من الغزاة
حارقة شظاياها تهمس ...بلقائي
وعيونها حزينة تتوعّدني بالرّماة
سهامها تصيب نبضي و صفائي
وسيوفها نيران تقضّ ...السّعاة
احتارت خفقاتي كلّما تاه رضائي
فأميرة البيد أتعبها صدى الطّغاة
منية علي
*********

بلا بداية و لانهاية....
عشقي لك بلا بداية و لانهاية ولاحدود
أيّها القابع في شغاف نبضي ...المكين
عشقي كوردة برية نبتت بأرض الجدود
إن أهديتها الرّضا سقتك بماء... اللّجين
فقصّة حبّك وحبّي رسمتها بماء الورود
ونسجت من بتلاتها الحرف... السّجين
سجنتها بقلبي كالحكايا كضحكة المولود
ولن تبرح جنّتي يا سارق كلّ... السّنين
ماذا أقول و قد وصلت مرساتي بلا قيود
تتمنّى الغوص في نبضاتك بل في الوتين
كانت ببحر عشقك تائهة ضائعة الصّدود
كأنّك تلوت تعاويذك أو أوقعتها في كمين
وكلّما رجع وقع الهوى و أقضّ السّدود
مزّق منّي الحشا فوقعه أشدّ من السّكين
تمنّيت أشبعك أساطير الحبّ مع الرّدود
لأذيقك حلاوة الدّنيا بحرفي ...الحصين
وتعرف أنّني لا أحيد عن السّرّ الموعود
و أناجي فيك الملاك ليرحم هذا الأنين
وأكون من بين الحكايا و أنت من الأسود
ثمّ أعود ليفوح عطري كورد الياسمين
منية علي
*********

بوح المحابر....
عندما تئنّ المحابر في سكون
يكتوي الفؤاد بشذرات ..الجمر
منها العاشق الذي أبدا لا يخون
حبيبه مهما غالبته نوبات الدّهر
ومنها الضّائع بنظرات الجفون
يستمدّ منها السّحر كضوء القمر
محبرتي حروفها مارد مجنون
يشحذ القوافي بعبرات.. الخطر
مدّه وجزره سيّان كما الظّنون
شظايا تجري في عروق البحر
ومهما علت زفرات ...السّنون
ستهدأ ببعض همسات الضّجر
مرّة أعشق الشّعر كما.. الفنون
ومرّة ألقيه في عاتيات... القدر
وآه لو كتبت قصيدة ...المفتون
بنغمات الحبّ و رجفات الشّجر
أوشّيه بنبضات.. تدمي العيون
وتزيّن منابر الشّعر ..و الوتر
سواء سعيد و بالعشق مسجون
أو حزين من غدر بعض البشر
سيجد محابري كالإلف الحنون
تهدي ورود الحبّ ونورالبصر
منية علي
*********
نبض و أسرار....
ما إن خفق إليك سنا .. قمري
حتّى دعوت لك في.. الأقدار
أن يأسرني نبضك يا.. نظري
ويحتويني في قلبك المحتار
أيّها الغارق بسمائي و مدري
رميتك بأجمل كلمات الأشعار
وحتّى لمّا تاه منّي هوى أثري
دعوتك في سرّي أيّها البحّار
لتكون مرساتي في... سفري
ونبضك لي لؤلؤة في.. محار
هات تلك اللّمعة مع ..خبري
لأعبر الحصن وأدخل المسار
وجد بالجواب و أعلنها بحذر
لا يستهويك إلاّ الرّقيق الجبّار
فارس القوافي فيك منحدري
مليء بأغرب خبايا الأسرار
لمّا تنادي باسمي ..و وتري
أحنّ أن تكون قدري بالقرار
أهديتك رموشي و بصري
علّها تحميك من كلّ الأخطار
منية علي
*********
أمي دائما في القلب...
غبت لكنّ طيفك يا عمري
يلازمني ففي القلب مكانك
و مهما ابتعدتِ عن نظري
فالّنبض يخفق بقوّة لحنانك
يا ملاكا في الأسحار يسري
لينشر لمسات السّحر ببنانك
عشقتُ طيبتكِ التي تجري
في عروقي فيكتمل جمالك
أحببتك و سأبقى.. يا قدري
نبراس الخلق ونور مثالك
مداد أنا لك وشهدك يثري
دروب الأمل كروعة منالك
مهما بكى شعري و نثري
فلن يكفيك يا قمر... جنانك
برحيلك انكسر ...ظهري
وانقسمت متاريس رخامك
أتوجّه إلى المنّان بأمري
يغفر لكِ و يستجيب سؤالك
فليرحمك الرّحمن بصبري
ويسكنك الفردوس بأعمالك
منية علي
*********

عجبت من حبّك...
عجبت من حبك.. وما يفعل 
فقد سكن قلبي ...ولم يفارق 
عجبت من وقعه وما يرسل 
سهام عشقك لنبضي الغارق 
أكلما جاد الهوى ولم يبخل 
أرجعته لشظايا حرفك السامق
و بين الأخذ والرد ..لا تسأل
يكفيني منك سهدك.. الحارق
أيّها العاشق لنبضي .لا تقتل
سنا القوافي ووهجها. البارق
جد بأبياتك واحرص أن تشمل
لواعج الشوق كما الصواعق
نجمك ساطع وسمايا لن تأفل
ما دمت تحرسها من الشواهق
أسرت همسي وبتّ لا. تكمل
خيام حبّك إلاّ بتلك.. الطرائق
أيّها القابع شدّني...... و ارحل
لدروب هواك.... مع الطوارق
أميرة و حروفي.... لك لن تمهل
أكثر من ثواني و بعض الدقائق
منية علي
*********

أنت يا سيدي......
طوّعت حروف جميع اللّغات علّها ترسل شذرات حبّي....فرشت ورود كلّ الجنان لتمشي على نبرات ودّي....صدّقت أنّ أساطير العشق حقيقة و أنّك شهدي ....بل جعلتك رمزها و بطلها 
و أيقونتها التي تنبعث مثل طائر العنقاء حين يصون عهدي.....
أنت يا سيدي......
رسمتك نجمة في فضاء سحري....نسجتك روضة في بساتين نبضي.....عيّنتك حارسا على عروش قلبي....سألتك بالله كيف تقضّي السّاعات دون مدادي و صبري ...و أقسمت أنّك الوفيّ رغم بعدي ....و أنّك الذي اعتليت صهوة العشق في صروح الحشا و الكبد.....
أنت يا سيّدي........
لحن الخلود عزفته برنين همسي......و عاتيات الشّوق بلغتها بنيران شمسي ....و أبجديّات اللّغة تملّكتها بيمين حدسي.....و ضياء الكون رشقته بشظايا رمسي.....و عبرات الولع ذرفتها بأطراف لحظي.....و مرايا الكون حبستها بزوايا نفسي... وجمال الرّوح عشقتها بنور قبسي.......
أنت يا سيدي......
منية علي

*********
هلاّ رحمت ...؟
هلاّ رحمت عذابي و صمتي
و اكتفيت من نار... السّهاد
وكلّما هلّ بالمساء ..حرفي
أجبتني دون أن تبدي العناد
حبيبي رسمتك نورا للحظي
و أنت غائب تبغي... البعاد
أينما توجّهت لرؤياك تسري
في القلب نواقيس.... المداد
جعلتك حارس قلبي ورمشي
فكلّ النّاس فيك و ....العباد
و رصفت لك دواوين حدسي
تضجّ شوقا و ترنو كالشّداد
أيّ العاتيات تقيك ..رمسي
وتدرّ نارا تحرق... الأكباد
رحماك ملاكي و.. شمسي
قد ضقت ذرعا بهذه الأصفاد
جنّ معك قصيدي و. همسي
وبات نبضي يهديك ..الوداد
لو حلّ طيفك وتمادى يرسي
أطواق العاشقين و الأطواد
ستكون روحي وبقايا نفسي
و أكون سيدة رباك والعماد
منية علي
*********
في عيد العشاق...
ماذا أهديك حبيبي
و أنت أغلى الهدايا
ماذا أعطيك طبيبي
يا راحتي و دوايا
أذهلتني. يا أديبي
بروعة ...الحكايا
و لي قلبك نصيبي
مهما طال.. منايا
هل يرضيك مغيبي
وحيرتي و شقايا
أم ..يعاتبك منيبي
و يعلو.. في سمايا
حرفك ..بات نقيبي
يدافع ..عن قضايا
وسحرك لي ربيبي
يتفرّس رجع صدايا
أهديتك نار لهيبي
علّها تنير الحنايا
و حروف عندليبي
وبعضا من رضايا
لو زعزعت مريبي
لن تسلم من هجايا
كن غزلي ونسيبي
لأسلّمك كلّ السّجايا
منية علي
*********

أشتاقك كاشتياق الثّرى للثريّا
كوردة تحنّ لجمال البرور
أشتاقك كاشتياق أرض شقية
لقطرات النّدى قبل النّفور
منية علي
*********

لو كتبتك قصيدة ؟؟
لو كتبتك قصيدة ستحمل كلّ الألوان
فيها الشعر و النثر وبعض الحكايا
لو رسمتك بقلبي مع باقات الريحان
تحتلّ الحشا و تستوطن سحر هوايا
سأجعل نبضي يخفق كرنّات الغزلان
يسمعه القاصي والداني في سمايا
و يطفو جمالي في خجل كما الوديان
يثير روعة الشوق و لايقبل الخطايا
لو جعلتك عطرا يخترق كلّ الحيطان
فيتنفس بك البوح و يريد بعض منايا
يقبع داخل أعماقي مثل عبير الوجدان
و يطلق سهام الحبّ كلّما اشتاق لقايا
يتوسّل أنواري كما الطّيور بالجنان
لا تحطّ إلاّ عندما تحنّ لرجع صدايا
لو نسجت بعض دواويني كالأشجان
و جعلتها لك سجّادا يبيح... السّجايا
تمشي عليها فتثير في قلبي.. بركان
يتمرّد و يفجّر من حروفي... شظايا
لو سمّيتك حبيبي يا كلّ.... الفرسان
تسّاقط النّجوم على قمري كالمرايا
منية علي
********
وما أروع الرسول لو أتى
بما يحبّه الخاطر و المنى
وما أروع حرفه إن طغى
ببعض الحب وباقات الجوى
منية علي
*********
مواسم العشاق
هات ما عندك من الغزل
فقد جافاني القصيد
أعبر بوارجي كمالعسل
كلّما ذقته قلت المزيد
حرفك الباذخ الجزل
في أذني كما التغريد
أيها الفارس المنعزل
أسكنتك مني الوريد
ما بالك تصدّ و ترتحل
كما الطفل.... الوليد
كتبت خواطر تشتعل
وتحرق كلّ.. البريد
و جرحي يئنّ ويندمل
بكلّ فصل ...جديد
حنانيك إليك أرتجل
حروفا تقضّ الحديد
وهواك مازال ينسدل
كما جرحي... العنيد
إمّا أهجرني وانتقل
أو انطق بحرف فريد
منية علي
*********

لو تعلم ؟...
لو تعلم ما يجول بخاطري
لجافى الكرى الأحداق
أو ما يدور بين نواظري
حبّ يزلزل ...الأعماق
مواكب سحر مشاعري
بلغت فصولها العشّاق
وربيع حبّ سرائري
نبع الحنان و الأشواق
يا من عبرت محابري
وجعلتها من الأذواق 
وهمست لكلّ شعائري
الحبّ جنّة ..المشتاق
ولج القصيد منابري
فكسب التفاتة الأعناق
ولمّا بانت.. بشائري
قالوا هي... التّرياق
فأجبتهم عذرا نظائري
بل هو لي الأطواق
سلّمته جلّ ذخائري
علّه يعمّر ..الآفاق
منية علي
*********

إذا كانت حروفك تشتاق اللقى
فحروفي ضرب من الجنون
إذا كان الحب لقلبك ...دوى
فالحب عندي سحر. وفنون
منية علي
*********
جنون الهوى
غمرت قلبي و إحساسي
بأجمل بحور الرّؤى
فاخترتك يا أعزّ ناسي
وجرّبت جنون الهوى
و حادثت كلّ جلّاسي
أنّك نبضي و الجوى
وعيونك كل حرّاسي
حتّى فارقني الكرى
وأخذ يعدّعليّ أنفاسي
حتّى تمنّيت النّوى
ليرتاح قلبي وراسي
فأخبرني أنّه ما ارتوى
و أنّك له أغلى نبراس
وبلغت خفقاته الثّرى
وغدوت كما القدّاس
بك النّبض ..احتمى
منية علي
*********


طوفان عشقي مرّ من هنا
فاعتليت صهوة ...الأقلام
نيران قلبي حنّت.. للقاء
فشحذت الحرف مع الكلام
منية علي
*********

بين الحرف و كراسي 
ملأت كأس القوافي 
بين البحر و حراسي 
هل ستحن أم تجافي
منية علي
*********


قمر البوادي يضيء كل مساء
وخسوفه ضرب من الأوهام
والشمس تربعت كبد السماء
و كسوفها خجل من الكلام
منية علي
*********

دروب الطريق تعرفني
وكل ثناياها... تحويني
لو غاب طيفك تأسرني
ذكرياتك معها ترويني
منية علي
*********

حروفي للحب عاشقة
وهمساتي ضرب من الدلال
دواويني محبرتها شافية
تزيد على القوافي الجمال
منية علي
*********

احتويني....
تغيّر ميزان.... قلبي
فبعثت هذا.... النّداء
قرع القريض صدري
وبعثر همس المساء
جاب جنان روضي
ونام بلحن .. الوفاء
خائفة و بلغ صبري
أبواب تحوي.. الفناء
أهو الحنين ..لقدري
أم عاتيات ..الرّجاء
أيها الماشي .بدربي
ولحاظك كما ..المها
هلّ القصيد بأرضي
وملأها سحر اللّقاء
جنوني للعشق يدوي
و جال فيافي الفضاء
كأنّك غريب لا تدري
عنيد كبرق السماء
احتويني بردّ يهذي
و يطفئ نار البلاء 
منية علي
*********

في ظل هواك تكون القوافي
وما بين الحرف والحرف ضفافي
في ظل سماك يكون انخطافي
وما بين الروح والنبض شغافي
منية علي

*********

من عطرك تنفّست....
من عطرك تنفّست عشق الحياة
وهمت بحنين الحرف حدّالجنون
اتّخذت من عرش الكلمات نجاة
فهمساتها جنس من الشّجون
أيّها الفارس على صهوة البناة
تجرّني لحرب أوّلها.. ظنون
أميرة الحرف عقدها ..غلاة 
مليئة بمعاني سحر.. الفنون
ما همّني كثرة ذمّ ...الفلاة
فهي المعطاءة كما ..السّنون
مرّة جوفاء كصبّار ..الوفاة
و أخرى مدرار ..و حنون
وجبال الكآبة ثوب... التّقاة
و أنت الذي هدّتك الجفون
رقيّ و سجال و ..مجاراة
ركبك عالي كلّه ....قانون
خارجك شقاوة.... مغطاة
وداخلك ملاك لا ..يخون
ومرارة الحرّ من القضاة
فقلبه يفتي ببعض الفتون
وعلقم البوح له.. صلاة
يقضيها مع لمعة العيون
منية الشعر من الوصاة
وديوانها دونكم لا يكون
روحها تحبّ بلا مجافاة
و غايتها بيت موزون
منية علي

*********

أنا أهوى الشعر إلى حدّ الغرق 
هات حرفك فنغمته صدى
أزيّن بالحروف النثر فيزداد الألق 
و بعض همسك سحر للهوى
منية علي
*********


هل أذنبت ؟...
وعدتك أنّني سأفارق نبضك
فوجدتني ألتمس فيك الجوى
وأنّني ظلمات بلهيب صدّك
فما قدرت و جافاني النّوى
عاهدت كلّ عزيز بطردك
و يا لروعة جنون الهوى
أيّها القاسي برنين جرمك
اكتفت منك شظايا الكرى
أبوح بالوعد و بقايا قربك
و قلبي يجرّني وقد انطوى
فهل حنثت و نسيت دربك
رحماك ربّي ممّن ..طغى
هل ذنبي هو ركبان سحرك
سأقتلع جذورك و المرتجى
يا غارقا بعبير ...عطرك
إن لمتني طار.... الشّجى
لا حرف رنّ لمداد شعرك
إلاّ و أرجع.. كلّ الصّدى 
منية علي

*********

سأغمرك كزخّات المطر...
سأخنق كل السّحر في عباراتك
فجنوني فاض بالسّحر
سأحول بينك وبين نبضاتك
لأنّي الورد و أنت المطر
سأسرق النوم من رمش أبياتك
و أزيد في شدّ الوبر
سأكون الموج والبحر ومرساتك
فهل لديك أدنى خبر
سألوّن عيون الحبّ بروضاتك
و قد أعلن قلبي الخطر
سأسافر عبر الأثير لملاقاتك
فقصيدي جنّ بالسّمر
و أسأل طيور العشق و راياتك
عن أراضيك في المدر
وإن كنت تستطيع البوح بغاياتك
فحرفي سيف منهمر
منية علي
*********

شذرات الحروف...
وكأنّك لست أنت...
وكأني ضائعة في دربك...
و كأنّك عبرت الموت...
و كأنّني أتنفّس خارج سربك...
فلم أعهد نظرات جحودك..
ولم أتعوّد لمسات برودك...
ولم أعرف نوبات جنونك...
و لم أعقل شذرات صدودك..
و لم آلف جبروت فنونك...
أنت لست حبيبي الذي أسرته
و لا فارسي الذي أمرته
و لا فاتني الذي سحرته
و لا شاطئي الذي عبرته
ولكنّ كبرياء النساء شديد
و رغم ضعفهنّ فهنّ جليد
و مع جبروتهنّ فلن تحيد
و حوّاء الحبّ سيفها حديد
فاحذر من بطشها يا عنيد
و ارم راياتك أم تريد المزيد
وقف مكانك فغضبي فريد
منية علي
*********

أخبروه....
أنّ نهاري يبدأ بصباحه
فلمّا جافاني لم يشرق نهاري
وعيوني تشكو من كفاحه
فيزداد شوقي و تهلّ أخباري
وشفائي يأتي من بيانه
و النّجاح حينما يأسر أنواري
و شذراتي تلهب أسواره
فمتى يجود و يبهر مداري
منية علي
*********


حرفي اليوم كئيب ليس به زجل
ودمعي على الورق يهيم أشواقا
منذ أعلنت النّفير و زال الخجل
أضحى الهديل مع الشعر رقراقا
أنا التي أسعدكم ببعض الغزل
من يبهج خاطري فيحدث انعتاقا
منية علي
*********

شوق و أشرق....
شوقي إليك اليوم أشرق
فاملأ كأس الحبّ بجنون
و إليك قلبي انقاد وأطرق
و همساتي فاضت بالفنون
أيّها القابع مهلك ..وأشفق
فالصبابة سرّها ..مكنون
حرفي اليوم معك أبرق
فانتظر سحر الشّجون
تفتّح النّوار.. و أغرق
كلّ أشجار. الزّيزفون
و معه نبضي.. أحرق
كلّ قصائد ...الظنون
عاتيات الشوق تنطق
بالأغاني في الجفون
و لمعة العينين تشهق
إن رأتك يوما تخون
ستلزم الصمت وتأرق
و لك ....منها قانون
ستطبّق الحدّ و تفرق
بين نوبات السّكون
منية علي
*********


بوحي و بوحك ...
بحت َ بما في جرابك
ونطقت بحرف الهوى
جلت ُ جميع أبوابك
فتلقّيت نفس الصّدى
أميرة و ذهب ركابك
اعتليت ِ عرش الجوى
إليك ِ حرفي شهابك
لو نطق لكثر الظمى
و الآن اسمع جوابك
وسجّل ما قد.. حوى
أيّها الفارس.. منابك
تحيّة تشفي... الحشا
كلّ الثّنايا.... أمامك 
فاخترت عيون المها
لأنّها تملأ ....جرابك
بالحسن و حرف الدّجى
فارسة سيفي ..أثابك
وحزني معك انطوى
شامخة و كلّ سهامك 
أصابت صوت الشّجى
فثار خفق.... نهادك
و صرع كما السّجى
عارضتَ كلّ سدادك
و تحدّيت نبض العلا
فجنّ القصيد ...ببابك
و بلغ أقاصي الكرى
تشير ببعض.. بنانك
لمن تجرّأ... أو عوى
عذرا وعدّل صوابك
فأنا الأنفة و...النّوى
ومهلك ذكّر شدادك
أنّ عرشي .قد طغى
و لا خبر يأتي أمامك
ردّ كلمي ..الصّدى
ملك الحروف مساؤك
عطر ومسك الشّذى
سعدتُ برقيا كلامك
و طرت لحدّ.. السّما
دام عبير.... خطابك
وأنار سبيل ....اللّقى
شرّفت حرفي فأثابك
بدعوة و تفاريح المنى
و لأجلك وردي تمالك
أن يخرج أشواك الجفا
منية علي 
*********

لما سبحت ببحر حبّك و عيونك
انهمر الغيث واشتد هطول المطر
عندها أعلنت أنني شهيدة فنونك
فاضطرب قلبي و ازداد الخطر
أيها القابع في سجنك مع ظنونك
كفاك صدّا و أعلن.... لهم الخبر
أنّي متربعة على عرش حروفك
و كلّ محاولاتهم سمّ قد اندثر
منية علي

*********

ومن قال أنّني لا أحبك....
يقولون أنني أحبك 
ونسوا أن يخبروك إلى أيّ مدى أصبر
يهمسون أنني أغرق
وليتهم يعلمون أن الغرق بعينيك أخطر
يردّدون مسكينة
و آه لو جرّبوا احتراق نصفي الأيسر
يؤلّفون قصصا 
و لو سألوني كنت فسّرت لهم أكثر
يفتّشون عن أخباري
و أنا أمامهم أهيم بفارس الأسطر
يقرؤون شعري
باحثين عن اسمك و كلامك السّكر
يجوبون دربي
باحثين عن كلّ ما بك ولك يقمر
يزرعون أرضي
التي عاهدتك أنها ملك هذه الأشطر
يدوّنون همساتي
حتّى تذكّر بك كلّما فاح العنبر
ما زالوا لم يعلموا 
أنّني لو خبّأتك تحت جفني لأبحر
منية علي
*********

اتساع الأرض لن يرضي وصالي
ما دام في قلبك المكان غير المكان
إن أنت تركت لمعة تزيد من جمالي
سحرحرفي سيغزو كلّ برّ و زمان
منية علي
*********

احتار قلبي بنبض قلبك....
أخاف إن ضاع الحبّ ..و دربه
وتاهت بمنبر العاشقين الخطى
أن لايطلّ قمري ويخفق نبضه
وقد قارعت الصخر في الهوى
يا من ذاق من العشق علقم مرّه
نصبت خيامي في ساحة الوغى
ولو تدرون ما أحلى الموت بقربه 
و مالنبض إلا بالنار قد انكوى
فأسرعوا بباقات الورد وعطره
قبل أن يهلّ النّور.. مع الرّضى
وحينما يرحل وعلى الخدّ دمعه
أنثروا عبيري له أروع.. شذى
يا من سكنت من القلب نبضه
كثرة الكواكب تربك.. الخطى
أروم منك لحاظ الحب و سحره
واجعل أمانيك سهلة المبتغى 
لعمري أنك غالبت بعض شدوه 
إن أحسنت البوح و داريت المنى
أنا كوكب سطع و هلّ بأرضه
ولن أرضى بغيرك لي مرتجى
طالعي شامخ والثريا مذهبه
و قد أقسمت أن أهزم النّوى
منية علي
*********

أنا بقلبك 
اتخذت مسكني
وبجانب حرفك 
وردي و معقلي
أنا بليلك
هجرت مرقدي
و بنور طيفك
سحري و و بهجتي
أنا ببحرك
شعري ومركبي
و بموج نثرك
سفني و مهجتي
أنا بهواك
روحي و مشربي
و بقرب نبضك
أنسي و واحتي
أنا برضاك
فرحي ومتعتي
و بجانب عطرك
جناني وروضتي
منية علي
*********

شواطئ و أحجار...
منذ أن تركتني تحولت شواطئي إلى أحجار ........وهجرت قلبي السعادة كما تهاجر الأطيار .........أما سهول جسدي غدت في الخريف تشبه الأصحار........وشعري أقسمت أن أحفظه في بئر بلا قرار..........وغطيت أكمامي بالوفاء والأذكار.........أما أعوامي العشرين ماتت مع ابتعادك أيها الغدار.....وأتذكر حروف الهجاء إلا هذه التي ذكرتها في آخر الأشعار ........التي كانت الحاء والباء تشير إليها فتزرع داخل قلبي أفظع مسمار...يا لهذا العشق الذي زرعته من سنين كشجر الصّبار....رغم صحراء حبك التي تقتل الورد والنوار...رغم صدك وهجرك يا ماردا قربه نار...رغم القسوة والشدة في نبضك الذي سقاني الهول والأسرار...سيبقى كبريائي شامخا طول الليل والنهار...ستبقى هامتي كواحة من النخيل لا يحنيها أمر ولا تأبه للأمطار ...و سأبقى تلك الفارسة التي تطيع الحرف وتحرق أبياتك بوابل من الإعصار....و إن أردت كتابة السطر الأخير فسيكون مني و إليّ القرار....
منية علي
*********

همسات حائرة....
يا لهذا الحب الذي سيسحبني إلى أسرار عالمك. ...ويسكنني نور عينك. ....ويأسرني لأعيش بقربك. ...و يحرقني بنار سهدك ...ويعذّبني بترانيم صدّك ....ويحاكمني بقوانين نبضك....فإليك عني أيها القريب البعيد. ...اذهب وإلا حوّلت حياتك إلى جليد. ..لن تستطيع اختراق أنفاسي. ...كما السحر كما الوليد.....لن تمر بساحات شوقي إلاّ عندما أنا أريد.....
ولن تبلغ يوما أذناك صوت همساتي. ...كفجر يوم جديد...فلماذا تلاحقني وتراقبني وتتبع خطواتي. ...بل وتزيد ...لماذا حرفك يستوطن ذاتي. ....وعطرك يكاد يتغلغل في جنباتي. ....وسحرك يزحف ليحتل نبضاتي. ....أنا عاشقة مجنونة ....سأتعب آهاتك. ....وأذلّل صعوباتك. ...وأرسم أمنياتك. ...و أبعثر أغنياتك...لن تستطيع النجاة من حبالي الخانقة. ... و لا المرور من براكيني الجائرة....و لا الصّمود أمام بوارجي الشّامخة....و لا الكتابة بدواويني الحائرة.....و لا تصدّر عناويني السامقة....أتعرف لماذا؟....لأني سأقتلك بكتاباتي الثائرة.... إلى أن تصير أنت أنا....كإشراقة هلال العيد....
منية علي
*********

سكنت دواويني....
ناديتك فهلّا عجّلت الخطى
فقلبي عليل... بداء عضال
همست باسمك عند الضّحى
فزاد جنوني.. وهلّ المقال
حروفي تئنّ بوقع ..الهوى
ومحبرتي معك دون جدال
تريّث حبيبي فنبضي انكوى
بعثرت سكوني دون فصال
أيّها العالق بشغاف المنى
أهديتك روحي دون نضال
شهيدتك أربكها المرتجى
برغم شدّتها مثل الجبال
كلما تناسيت ماذا جرى
دواويني كتبت الأقوال
بربّك هل تريد ..النّوى؟
و نبضي أسير هذا الجمال
بلغت بعشقك أقصى مدى
فلم تكابر و لم لا تزال؟
كأنك بين ثنايا.. اللّظى
وأميرتك غرقت بالخيال
منية علي
*********

ماذا عساي أقول
ماذا عساي أقول وكيف عساي أرد 
وقلبك مازال حائرا ما بين أخذ ورد 
مرة تشاكسني وتقول لي عن جد 
ومرة ترخي الحبل وتقول أنت لي مد 
يا جاثما في عمق قلبي أما اكتفيت شد 
هيا أرحني بكلمة تبهج الروح والقد 
وإلا فاحذر غضبي إن ثار وامتد 
لأني سأعاقبك ابتداء من الغد
منية علي
*********

تسألني كل يوم من تكون بحياتي؟
فكيف و أنت قلبي وروحي وذاتي
تسألني هل تشتاق بوحي وملاقاتي؟
فأجيب عجبا لك يا طوق نجاتي
منية علي
*********

أجمل ما في حبّه الخطر..
حذّروني أن أعشق ...مغرورا
فقلت لا غرور يعلو... كلماتي
قالوا ستعاني مع شعره بحورا
أجبتهم سيكون وردة روضاتي
همسوا سيسقيك علقما وشرورا
قلت ستكون أحلى عسل بفلاتي
ردّدوا سيقتلك سحرا وعطورا
فأوضحت سأحييه.. بشذراتي
إذا لم يشبعوا عشقا.. وحبورا
فلم يتنبؤون باستحالة. نجاتي
ألم يكن حظّهم سعيدا موفورا
حتّى يستكثروا..عليّ حياتي
سأترك لهم المكان مهجورا
و أحلّق في رحاب نبضاتي
يكفيني معه شعرا ..منثورا
يسعد به قلبي... و أمنياتي
منية علي
*********

أعلنت الشّغب....
لمّا رأيت طيفك يدنو من بعيد
تغيّرت دقّات ميزان ....القلب
ولمّا ناديت باسمي ذاب الحديد
شردت بذهني و أعلنت الشّغب
مهّدت لنبضي المسار.. الجديد
و ثارت براكين محبرتي بأدب
لجأت للمولى بدعاء.... فريد
وهو أن يحفظك دون.. سبب
ترصّدت بكلّ حرف.... مفيد
لأبثّ لواعج النّفس مع العتب
أيّها القاضي بسيفك ...الشديد
سيفي سطوته تطال ...اللّهب
أنشرها بكلّ درب .....مريد
لا غنى عن العشق و الصّخب
هو للرّوح كما ضحكة الوليد
بريئة تزيل كلّ الهمّ والكرب
طارت شجوني مع ..الجليد
مع دفء كلماتك. المرتقب
يا مالكا لعرشي... المجيد
تاهت ظنوني فلم العجب
أنت لي كهلال كلّ ..عيد
يشعّ جمالا كلّما.. اقترب
منية علي

*********
سألني:
هل رأيت بحرا يجفّ من الماء؟
قلت:
كلّ البحار في محيطك تصبّ
فأضاف:
هل رأيت فلاة تفرغ من البيداء؟
أجبت:
رمال الفيافي تعشقك و تحبّ
فأردف:
هل لاحظت واحة دون غطاء؟
فرددت:
أنت واحة القوافي فلم العجب
فقال:
أو قامة في الشعر دون بناء؟
فأشرت:
أنت الكون وما حوى فلم العتب؟
فختم:
لأنّك الأميرة عليهم قرّرت البقاء
فهمست:
فهات حرفك المعطاء و لا تتب
منية علي
*********

هل نسيت الأمس.... و كلّ أيام الصّبى
هل نسيت الحلم و ما كان يحويه المنى
أم تراك غارقا دون بحري في الهوى
وقلبي يدعو قلبك فهو بالنار قد انكوى
منية علي
*********

وسقط القناع...
يدّعون أنّهم رمز الحبّ والوفاء
وما رأيت غير الغدر والخداع
يقولون بأنّ من ...شيمهم النّقاء
وقد رشقوا الأسهم.. بالأضلاع
ما راعني أنّهم ..يدّعون الحياء
ولكن أذهلني إتقانهم فنّ الخداع
ماتت كلمات ..الصّدق و البناء
وما بقي بالقلب إلاّ حزن الوداع
شكوت محبرتي خيانة.. الألفاء
قالت هزّي إليك الشّعر والإبداع
قلت جفّت حروفي و بدا الإقواء
ردّت يا أميرة الحرف الشّجاع
جودي بما لديك حان وقت الهجاء
سقطت أوراق الزّيف سقط القناع
وعلا صوت القصيد مع الرّثاء
اركبي صهوة حرفك المطواع
وغرّدي لتزلزلي نفوس الوباء
وتنثري الدّرّ في طريق اليراع
فتحمل بعدك المشعل كلّ غيداء
وتزيد صدى القصيد المشعّ الواع
منية علي
*********

لا تعاندني....
إليك حبيبي تشتاق روحي
فلا تجادلني ولبّ الطلب
لتهدأ نفسي و يزداد بوحي
أم تريد بعض نار الشّغب
خلتك فهمت كل طموحي
فلا حاجة لكلّ هذا التّعب
أخبرتك و دانت سفوحي
مرارة الغياب ..بالعتب
إن تعدّيتُ الأمر بجنوحي
فهو قلبي المضطرب
زحزحته فَأَنَّتْ جروحي
و ألحّ أكثر في الطّلب
أمرت نفسي هيّا روحي
فعاندت و أعلنت المطبّ
تاهت الكلمات بصروحي 
و أنا ميّالة لهذا الحبّ
إن غبتَ قتلتَ وضوحي
كجذوة حرف مرتعب
اقترب و داري نضوحي
لأهديك قافية الطّرب
منية علي
*********

علقم أم عسل...
لمحت نظرات الحبّ لامعة
فارتجّ نبضي و اهتزّ الحشا
تنفّست عبير الودّ... حالمة
أن أقلب حياتك بنار الجوى
مهما اعتليت الحرف ناشدة
أن تبارك معاني العشق اللّقى
عجزت قوافي شعري قاطبة
أن ترضخ فيك شموخ المنى
احذر فنبضات قلبي ماكرة
راعني منها جنون .النّوى
باتت شذرات .حبّي ناكرة
لشظايا الصّدّ .بلا مرتجى
ارم مناديل .الحظّ سابحة
فدموع حزني بلّلت الثّرى
أعلنها لكلّ النّاس.. كاملة
أحبّك أنتِ فهاتي الرضى
لقد دخلتَ حربا ضارية
الخاسر فيها ليس له دوى
عجّل بشراعك كلّ ثانية
فنبضي ثار وبالنّار انكوى
منية علي
*********

سألوني متى تشعرين بالأمان
فقلت لما بالحب تحيطني عيونه
وصفوني بالمجنونة من زمان
فأجبت الأروع أن أزيد جنونه
همسوا سوف تخسرين الرّهان
فصدحت كيف يعيش دون فنونه
ردّدوا محال يلتقي المنى بالمكان
فضربت الحرف ليثير ظنونه
منية علي
*********

براكين عشقي.....
يتسلّل حبّك في كياني
حتّى التصق بشغاف القلب
يتجوّل في باحتي وجناني
فلم تلومونني ولم العتب
يرجعني طفلة مع أغاني
الشوق والوجد و الشغب
يا لبراكين عشقك سأعاني
من حرقة نبضك واللّعب
لا تثر جنوني و طغياني
رويدك فلا سلم مستتب
ارم مراياك.. هنا مكاني
تعكس كم أهيم .وأرتقب
يا فارسا لا تتحدّى بياني
فالأميرة جادت .بالسّبب
كلمات الحب في ريحاني
فلا تأسر الروح و تنقلب
سيوف الهجاء منك تداني
فاحرص أن تزيل الكرب
و إن سألك قلبي عن الرّهان
أخبره أنّه للحرب قد كسب
منية علي
*********

ذكريات العشق تلهب النبضات
فهي للقلب سيف إن اختفت
تزيد النار فتحضر الهمسات
و تتعب النبض بما حوت
منية علي
*********

أحبك.....
نسيت ملامحك و دفنت مساوئك
تعودت أن أصحو ولا أجدك
ألفت أن أقول كلاما في الحب دونك
بدأت أحقق ذاتي بعيدا عنك
اليوم أستطيع أن أتنفس من غيرك
اليوم انتصرت على نفسي التي تخونك
وأثبت لها أنها تستطيع أن تحيا خارج عالمك
وأن نهاية العالم لن تكون بابتعادك
وانهيار الأرض لن يكون في هجرك
فلماذا تعود شذرات عشقك المصدع لتجذبك
لماذا تسارعت دقات قلبي وركضت نحوك
لماذا ألجم صوتي وأنا أردد اسمك
لماذا تتوقف الأرض عن الدوران عندما أسمع همسك
أتراني لم أخرج من ذاكرتك
أتراني لم أقدر على صدك
أتراني ما زلت أسيرة في دربك
لماذا عندما يعلو صوتي إليك عني لقد كرهتك
يردد قلبي بأعلى صوته أحبك أحبك أحبك
منية علي
*********