الأربعاء، 24 يناير 2018

خطبة جثمان بقلم الأديب فواز سليمان العلي

" خطبة جثمان"

أيام الغربة ستمضي
حسبناها
سبع عجاف
داولتنا فصارت
بطولها سنينا

يتنفس الصبح كل يوم
ولنا بالعودة أمل
غازيا يأتينا ليل الخيام
كل مساء بغدره فيقتل
كل آمانينا

نودع كل يوم بغربتنا
لنا من الأحبة  فرد
نجتمع
للصلاة على الجثمان
وياعجبي !!!!
كأن جثمان الفقيد
 يصلينا

على منبر الغربة يخيل
لنا
الجثمان يقف بنا
خطيب
كأنه أدرك أن موت
الغربة
أخذ بنواصينا

يهتف بنا كالواعظ
مزمجر
أن ياقافلة الموت
سيري حتى كدنا
نحسبه
قبل الموت حادينا

يترأى لي الجثمان
كعازف يضرب
بصولجانه ليطربنا
ولا ندري إن كان
مقصده بالعزف
يغوينا

يصور لنا الجحيم
بخطابه وكأنه يعاقبنا
ويصرخ بنا باعة
الأوطان أنتم
أنتم الخونة ففي
قاع جهنم أبدا
ماكثينا

يهدئ من روعنا إن
هو رآنا إرتعبنا
ويذكرنا بالسالفات
من أيام ماضينا

بالمستضعفين يصفنا
تارة والمغلوبين
 على
أمرهم تارة أخرى
وأنا كنا حماة
الوطن غرا ميامينا

وأنا لنا بصبرنا على
الغربة جنة فيها لنا
مانشتهي
وأن لنا فيها قاصرات
الطرف
وأن لنا فيها الحواري
عينا

ترهيب بجحيم
وترغيب لنا بجنة
هل الجثمان خطيب
بالأحياء أم بفعل
غربتنا فقدنا صوابنا
وأصبحت العلة
ماكثة فينا

يختم الجثمان خطابه
قبل يسجى
وباللحد يلحد كسابقيه
وكأننا نقدم لثرى
الغربة قرابينا

ياموت بالله إنتظرنا
عسى لنا للديار عودة
لايحلو لحد الجثامين
بغير بوادينا

ياموت إرفق بأجسادنا
فيها من قبل صلابة
وبالغربة ياموت
صلابتها تعاني اليوم
لينا

ياموت مابعنا الأوطان
بدراهم
ياموت لنا أخوة تآمروا
علينا وبغدر أخوتنا
ياموت قد سبينا

ياموت إترك منا بقية
لتشهد على أخوة
تقاضوا ثمن لحدنا
باعونا تراب اللحد
كأنه الذهب وكأن
ترابهم ماكان كالتراب
طينا

ياموت نسألك إنتظر
سينجلي عن سماء
الوطن ليله
ياموت بالله عليك
سؤلنا اليوم تعطينا

ياموت بالله تمهل
ثرى الوطن
مدفننا
ونسج أكفاننا زهر
الياسمينا

لعل لنا على أرض
الوطن حياة
وقادر من أماتنا بشم
تراب الشآم يحيينا

ياموت لنا رب بأعمارنا
متحكم
ونؤمن أن لا قضاء
بيدك قضائنا بيد الله
بارينا

   فواز سليمان العلي 2018/1/24

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.