عتاب من وردة الطفولة إلى من سرطنوا الطفولة :*بقلم :*خالد سليمان
**************************************************
أصعب المواقف حين ترى بريئا متّهما ، وحين ترى مظلوما يدفع فاتورة ظلم الظالمين ، وحين ترى بريئا يعدم والقاتل حرّا طليقا ،
فقد عشت دقائق ذابت ضحكاتي في حمض حزنها وأكسيد شقائها ، فمنذ لحظات رأيت سيارة أنيقة أمام منزلي بداخلها أسرة مكونة من أب وأم وطفلة لم تبلغ الرابعة حليقة الرأس نظراتها إلي حادة ، كأنني قاتلها أو معذبها ، وفوجئت بأنّهما يسألان عن شخص ما ، كان يسكن هنا ، ثمّ انتقل ، وبينما كنت أتحدث إليهما ؛ رأيت الطفلة ، كلّما أشرت بيدي ، أو نظرت إليها ؛ ازدادت حدة عينيها ، وذابت في جلدها رعبا ،
فأردت أن أزرع ابتسامة على ملامحها ، فسألتها عن اسمها ، فلم تردّ ، وقال لي أبوها : ادع الله لها فهي مريضة بالسرطان ، وستجري لها جراحة عاجلة وخطيرة ،
فتغيرت نظرتي إليها ؛ لأعيشها ، ولو للحظات ، وهي تعاتب من سرطنوها ومن عذّبوها
سلام عليكم يا من سرطنتم طفولتي
سلام عليكم يا من جعلتم من لحمي موطنا للجراح
أنام أنا على سرير الألم ، وأنتم تقضون إجازاتكم على شواطئ المرح
من أجل دولارات تضعونها في جيوبكم ينام آلاف مثلي على أسرّة الألم
من أجل أن تكبر أصفاركم في حساباتكم ، تتقطّع أجساد آلاف مثلي في غرف العمليات
مبضع الجرّاح يؤلمني يبكيني ،
فماذا فعلت لكم ؟؟؟
يأتي العيد فيلبس الصغار فساتين العيد ، وأنا هكذا أرتدي رداء الألم
عيناي فيهما ألف سؤال : ماذا فعلت لكم ؟؟
جئت إلى الدنيا وردة ؛ فغرستم سمومكم في دمي ، في لحمي ،
وأسألكم : ماذا فعلت الوردة لكم ؟
أليست الوردة سفيرة الحبّ والمشاعر الجميلة ؟ ، أحملها لكم ، وأنتم تذبحونني
ملامحي تسألكم : ماذا فعلت لكم ؟
ودمعتي حائرة تجمّدت على خدّي تسألكم : ماذا فعلت لكم ؟
وبسمتي ذابت وتلاشت ، كيف يبتسم من تسافر الجراح في لحمه ؟!
أحيانا لا أستطيع أن أدعو عليكم ؛ فقلبي لا يعرف كرها لأحد
ولكنّي أرجوكم ، كفاني عذاب ، وكفاكم زرعا للألم ،
ما أصعب الآه حين يلفّني العجز !
حين تغلق غرفتي عليّ وحيدة وحيدة
وحين أرى قصائد الألم تسكن ملامح أمّي
ماذا فعلت لكم ؟؟
أرجوكم يا من تغتالون طفولتي ، اجعلوني آخر من تقتلون
اجعلوني آخر من تسرطنون
أرقد على سرير الجراح ، وأطفالكم يلعبون يمرحون ،
فماذا فعلت لكم ؟؟
اجعلوني آخر من تعذّبون ، فما أصعب العذاب حين يفرض نفسه على شفاه الطفولة !
ما أقسى سفر الحديد في جسدي !!
الحديد ليست له مشاعر ، لكنّه بكى حين رآني
ألا ترقّون لحالي ؟ !
أم أنّ قلوبكم أقسى من الحديد ؟؟!!
المؤلم في أمري ، أنني لست وحدي ، بل معي قوافل الورود من أمثالي
ماذا فعلنا لكم ؟؟
من أجل حفنة دولارات تسرقون أحلامنا ، وتغتالون بسمة نهارنا
وتزرعون الشوك في كل خليّة من خلايانا
وتحرقون بساتين الأمل في حياتنا
أتوسّل إليكم أن تجعلوني آخر من تقتلون ، وآخر من تسرطنون
ألا تخشون ربّكم ؟!
ألا تكتفون !
ألا تشبعون ؟!
أدعوكم لزيارتي ، فهل تقبلون ؟؟!!
أنا لا أتسوّل مشاعركم نحوي ، ولكن من أجل ملايين غيري ، ألا تستحون ؟؟!!
أشكوكم لربّي الرحمن المنتقم الجبّار ، فماذا فعلت لكم ؟؟ أجيبونِ
اللهم خفّف عنّي وعن أطفال معي يتألمون
يارب اجعل مبضع الجرّاح بردا وسلاما علينا يارب
اللهم انتقم للأبرياء ، اللهم انتقم للضعفاء
يارب ، اللهم إن لم يتوبوا بصدق ؛ فاجعل مكانهم مكاني
اللهم اجعل من ظلموني يتمنون الموت فلا يجدونه
اللهم عليك بمن آذى طفولتنا واغتال براءتنا
اللهم انتقم للضعفاء
اللهم أفرغ الصبر على أمّي وأبي
واجعل دموعهما وحزنهما عليّ في ميزان حسناتهما
اللهمّ ارفق بنا وبأهلنا ، اللهم انتقم من الظالمين
اللهمّ بحقّ قولك : ((إنّا من المجرمين منتقمون )) ، اللهم انتقم لأوليائك
واقصم ظهر كلّ جبّار وظالم نال من دمنا وعرضنا ومالنا
اللهم آمين يارب العالمين
**************************************************
أصعب المواقف حين ترى بريئا متّهما ، وحين ترى مظلوما يدفع فاتورة ظلم الظالمين ، وحين ترى بريئا يعدم والقاتل حرّا طليقا ،
فقد عشت دقائق ذابت ضحكاتي في حمض حزنها وأكسيد شقائها ، فمنذ لحظات رأيت سيارة أنيقة أمام منزلي بداخلها أسرة مكونة من أب وأم وطفلة لم تبلغ الرابعة حليقة الرأس نظراتها إلي حادة ، كأنني قاتلها أو معذبها ، وفوجئت بأنّهما يسألان عن شخص ما ، كان يسكن هنا ، ثمّ انتقل ، وبينما كنت أتحدث إليهما ؛ رأيت الطفلة ، كلّما أشرت بيدي ، أو نظرت إليها ؛ ازدادت حدة عينيها ، وذابت في جلدها رعبا ،
فأردت أن أزرع ابتسامة على ملامحها ، فسألتها عن اسمها ، فلم تردّ ، وقال لي أبوها : ادع الله لها فهي مريضة بالسرطان ، وستجري لها جراحة عاجلة وخطيرة ،
فتغيرت نظرتي إليها ؛ لأعيشها ، ولو للحظات ، وهي تعاتب من سرطنوها ومن عذّبوها
سلام عليكم يا من سرطنتم طفولتي
سلام عليكم يا من جعلتم من لحمي موطنا للجراح
أنام أنا على سرير الألم ، وأنتم تقضون إجازاتكم على شواطئ المرح
من أجل دولارات تضعونها في جيوبكم ينام آلاف مثلي على أسرّة الألم
من أجل أن تكبر أصفاركم في حساباتكم ، تتقطّع أجساد آلاف مثلي في غرف العمليات
مبضع الجرّاح يؤلمني يبكيني ،
فماذا فعلت لكم ؟؟؟
يأتي العيد فيلبس الصغار فساتين العيد ، وأنا هكذا أرتدي رداء الألم
عيناي فيهما ألف سؤال : ماذا فعلت لكم ؟؟
جئت إلى الدنيا وردة ؛ فغرستم سمومكم في دمي ، في لحمي ،
وأسألكم : ماذا فعلت الوردة لكم ؟
أليست الوردة سفيرة الحبّ والمشاعر الجميلة ؟ ، أحملها لكم ، وأنتم تذبحونني
ملامحي تسألكم : ماذا فعلت لكم ؟
ودمعتي حائرة تجمّدت على خدّي تسألكم : ماذا فعلت لكم ؟
وبسمتي ذابت وتلاشت ، كيف يبتسم من تسافر الجراح في لحمه ؟!
أحيانا لا أستطيع أن أدعو عليكم ؛ فقلبي لا يعرف كرها لأحد
ولكنّي أرجوكم ، كفاني عذاب ، وكفاكم زرعا للألم ،
ما أصعب الآه حين يلفّني العجز !
حين تغلق غرفتي عليّ وحيدة وحيدة
وحين أرى قصائد الألم تسكن ملامح أمّي
ماذا فعلت لكم ؟؟
أرجوكم يا من تغتالون طفولتي ، اجعلوني آخر من تقتلون
اجعلوني آخر من تسرطنون
أرقد على سرير الجراح ، وأطفالكم يلعبون يمرحون ،
فماذا فعلت لكم ؟؟
اجعلوني آخر من تعذّبون ، فما أصعب العذاب حين يفرض نفسه على شفاه الطفولة !
ما أقسى سفر الحديد في جسدي !!
الحديد ليست له مشاعر ، لكنّه بكى حين رآني
ألا ترقّون لحالي ؟ !
أم أنّ قلوبكم أقسى من الحديد ؟؟!!
المؤلم في أمري ، أنني لست وحدي ، بل معي قوافل الورود من أمثالي
ماذا فعلنا لكم ؟؟
من أجل حفنة دولارات تسرقون أحلامنا ، وتغتالون بسمة نهارنا
وتزرعون الشوك في كل خليّة من خلايانا
وتحرقون بساتين الأمل في حياتنا
أتوسّل إليكم أن تجعلوني آخر من تقتلون ، وآخر من تسرطنون
ألا تخشون ربّكم ؟!
ألا تكتفون !
ألا تشبعون ؟!
أدعوكم لزيارتي ، فهل تقبلون ؟؟!!
أنا لا أتسوّل مشاعركم نحوي ، ولكن من أجل ملايين غيري ، ألا تستحون ؟؟!!
أشكوكم لربّي الرحمن المنتقم الجبّار ، فماذا فعلت لكم ؟؟ أجيبونِ
اللهم خفّف عنّي وعن أطفال معي يتألمون
يارب اجعل مبضع الجرّاح بردا وسلاما علينا يارب
اللهم انتقم للأبرياء ، اللهم انتقم للضعفاء
يارب ، اللهم إن لم يتوبوا بصدق ؛ فاجعل مكانهم مكاني
اللهم اجعل من ظلموني يتمنون الموت فلا يجدونه
اللهم عليك بمن آذى طفولتنا واغتال براءتنا
اللهم انتقم للضعفاء
اللهم أفرغ الصبر على أمّي وأبي
واجعل دموعهما وحزنهما عليّ في ميزان حسناتهما
اللهمّ ارفق بنا وبأهلنا ، اللهم انتقم من الظالمين
اللهمّ بحقّ قولك : ((إنّا من المجرمين منتقمون )) ، اللهم انتقم لأوليائك
واقصم ظهر كلّ جبّار وظالم نال من دمنا وعرضنا ومالنا
اللهم آمين يارب العالمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.