المرأة
شعر/ فؤاد زاديكي
يصيرُ الموجُ شلّالَ اعتبارِ ... هوَ الغيثُ الذي يسعى بِجارِي
إلى ألطافِ سحرٍ والمغاني ... وهذا البعضُ آتٍ باختصارِ
فما مِنْ نسمةٍ هبّتْ بطيبٍ ... وما مِنْ نعمةٍ حلّتْ بدارِ
وما مِنْ همسةٍ أحيتْ شعورًا ... وما مِنْ متعةٍ عندَ النّهارِ
وما مِنْ راحةٍ أجلتْ همومًا ... وما مِنْ رغبةٍ دونَ اضطرارِ
وما مِنْ روعةٍ أحنتْ غصونًا ... وما مِنْ مَوردٍ حلو النُّضارِ
وما مِنْ وردةٍ فاحتْ شذاها ... وما مِنْ خُلوةٍ في ما تُداري
وما مِنْ شاعرٍ أبلى حضورًا ... وما مِنْ شعلةٍ قادتْ لنارِ
وما مِنْ مَوطنِ فيهِ ارتباطٌ ... بوجدانيّةٍ والاقتدارِ
وما مِنْ بصمةٍ دلّتْ بعمقٍ ... على أصلٍ عميقِ الافتخارِ
وما مِنْ قوّةٍ جاءتْ بلينٍ ... وما مِنْ فُسحةٍ دونَ انحسارِ
وما مِنْ نُصرةٍ للشمسِ هامتْ ... على الأبصارِ تقضي بانكسارِ
صفتْ أحوالُها إنْ لم تكوني ... لنا في روحِها وجهَ الخِيارِ
كأنثى أشرقتْ نورًا ونارًا ... ولِينًا عاصفًا صعبَ القرارِ
تغنّى الشعرُ فيكِ اليومَ يرجو ... لكِ الإنصافَ مِنْ عُنفٍ بعارِ
نرى التهميشَ لم يتركْ مجالًا ... لِما يقضي بعدلٍ وانتصارِ
إذِ التعنيفُ والإضرارُ وجهٌ ... ظلاميٌّ, سبيلُ الاحتقارِ
وأنتِ النّصفُ في حلوٍ جميلٍ ... يُربّي نصفَنا ما مِنْ سِرارِ
فهذا الواقعُ المحسوسُ يجري ... على إيقاعِهِ عزفُ الكَنارِي
وروحُ اللهِ في ظلٍّ ظليلٍ ... لجهدِ المرأةِ المُؤتي نهاري
كشخصٍ قد رأيتُ الظلمَ فعلًا ... مُقيمًا عندها جارًا لجارِ
فأينَ العدلُ والإنصافُ قولوا؟ ... و أينَ الحقُّ في سوءِ القرارِ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.