الأربعاء، 5 سبتمبر 2018

في بحر اشعار الشاعرة التونسية منية علي

هل أخبرتك ؟؟؟
أنّه أنت من سكن الوريد
أنّك الماضي و الحاضر بعيوني

و أنّه أنت من أذاب الجليد
فمنك و إليك أهديت فنوني

كلّما غاب حرفك العنيد
اختلّ عرشي و معه جنوني

بك يا عاشقا طلب المزيد
تزدان الكلمات بقانوني

اكتفيت فسهمك قدّ من حديد
و بالحشا ألهبت سكوني

ومهما جافيت بيت القصيد
فمرجعك لقافيتي و ركوني

إن قلت شعرا لك ما تريد
فرجع صدايا سيبثّ ظنوني

منية علي


بحور الشعر بك تزهوا وترتقي
وموج البحر لفنونك أقرّ مطلبي
يا حروف السّحر والوجد أشرقي
و أنيري هدير الشّوق بمركبي
منية علي



أنا والجنون....
يقولون أنّني في الحبّ مجنونة
وكيف لا ، وأنت هوى أنفاسي
و يرون أّني جوهرة مكنونة
فأجبتهم أنّك الجوى و حرّاسي
يعدّون عليّ خطواتي المكتومة
وهي لو علموا تاجي و نبراسي
متى يفهمون أنّي ساحرة مرهونة
لسهام رشقت من قلبك القاسي
متيّمة بك و قد صرت مفتونة
كتمت صوتي وأطلقت أجراسي
ران الكرى لكنني مهمومة
سيّان عندي النوم و متراسي
رسمت قوافي شعري مرقونة
و عطري في دواويني وكرّاسي
ارمي راياتك فحربي مكلومة
وأنا الأميرة فلتخضع لإحساسي
مادامت رسائل ودّك موصولة
فليهدأ الحشا يا أعزّ ناسي
جنون الهوى نار ملسوعة
تحرق القلب وتقضّ قدّاسي
منية علي



لو أسرك قلبي فأنت طائر حر طليق
و لو قيّدتك روحي أخرجتك من كل ضيق
ولو نبض الوتين فسأنتشلك من الغريق
ولو سجنتك بأصفادي فلن تضلّ أبدا الطريق

منية علي

لا حرف يحويني و لاكتاب...
أعترف أنّي عاشقة لهواك إلى حدّ النّخاع...أنّي أحلّق بسماك في كلّ البقاع ...أنّي هائمة بدنياك رغم ذاك القناع....أنّي أشمّ عبير شذاك رغم البعد الذي يفصلنا و الصّراع....
أعترف أنّي وهبتك قلبي من سنين....و أنّي لك الشّمس والأرض والحنين....و أنّك حين تفرح تزهر من براعم السّحر ياسمين....و لو توجّع قلبك ... قلبي يملأه الأسى والأنين...أمّا عيني فتغدق بالدّمع الحزين...وتغدو كلّ أيّامي سوداء الوتين...و تغيب عنّي الابتسامة و يبدّلها الصّمت المكين...
أعترف أنّك لي كلّ الوجود...ورغم قوّة كبريائي لك والصّدود...ورغم شموخي الذي لايعرف أيّ حدود ...ورغم العقل الذي دائما طريقه مسدود....بتّ تستوطن منّي الحشا بكلّ الرّدود....و تخترق حواجز النّفس يا سيفي الودود.....
أعترف أنّي بدونك سراب ...لا حرف يحويني و لا أيّ كتاب ....و لا تزهو سنيني بأيّ شهاب...و لا تتفتّح لي أيّ أبواب....
أعترف للمرة المليون....أنّي أحببتك و سأحبّك بجنون...و أنّه رغم ماكان ورغم ما سيكون ....تربّعت على عرش قلبي أيّها الرّائع المفتون ....وملكت زمام أمري بقانون....
وصنت في شموخ خواطري و الفنون...
أعترف أنّك لم تسمع منّي هذه الكلمات...و لم تعترف بحبّك الخفقات...و أنّ لسانك وجل عن البوح والحكايات ...وأنّ حيائي منك زلزلته الومضات ...فقرّرت أن أخرج ما تبقّى من شذرات....علّك تعي ما قد أثقلته الزّفرات ...وتفهم كم أحببتك و أحبّك حتّى الممات...ورغم اعترافي أمام كلّ العدسات ...فربّما تصلك كلماتي وربّما كالعادة تخذلك الشّهقات.....

منية علي

أشهرت إعلان الشّقاق.....
تخنقني أشواقي و حينها
يحتبس الدّمع بالمآقي

وتقتلني الأحلام عندما 
يكبر في النّفس اشتياقي

فتهجرني القصائد و المنى
وتخترق الحروف أوراقي

و إن عاندت كبري أيّها
الجاثم على ورق انسياقي

أمزّق دواوين الهوى
و أشهر إعلان الشّقاق

و رغم غريقي فيهما
أجافي عيونك بالنّفاق

وأطلق شذرات العدى
لأهدّ المعبد والزّقاق

و القلب ينطق راجيا
العوم في بحر التّلاقي

فاكتم أبياتك ريثما
أهدّئ الثّورة بأحداقي

وارم رايات الجوى
لأهديك بالرّوح أشواقي

منية علي


غارت الحروف من كلماتي
لأنّي عشقتك من الألف للياء

وانهارت صروحها بشذراتي
فبدَّلَتْ مديحي إليك هجاء

لا عتب فهي أسيرة شطحاتي
و أنا السّجينة بعيونك الحوراء

منية علي


مصر الحبيبة
بأرض الكنانة مطلبي 
فبها الرياض والعظماء

و بنيلها عذب مشربي
سلمت يا نبع العطاء

مصر جددت موكبي
ليليق بك عند ..النداء

مكثت ببابك فاسلبي
دقات قلبي و..الوفاء

منية علي


برؤياك تثور القوافي....
تملّكتني حرقة بالقلب و الوريد
وجافتني صرخة كتمت الآهات

ناشدت لحظة معنى بيت القصيد
فساورت الوساوس منّي النّبضات

هل أقولها؟ هل أعيدها..من جديد
أنت الحشا والرّوح حتّى الممات

مابالك تشرد و تبوح بالمزيد
و أنا هنا أناجيك يا سيّد الكلمات

مكلومة بهواك و الجرح من حديد
والنّار سارية تراودني في سبات

هل الملامة فيك طبع من جليد
و الصّدّ عنوان يقضّ العاتيات

بحار الشّعر نطقت بأجمل تغريد
هو اسمك فشدوت بتلك الأمسيات

كفاك عتابا و حاذر ...كالوليد
إن سار قبل الوقت غطّته الكدمات

و قوّي ايمانك بنهر الحبّ السّديد
و جُدْ بأمواج القوافي السّاحرات

قلها و ردّدها فجر كلّ يوم جديد
أنّك رسمتني وشما بعمق الأغنيات

واهتف بأبياتي فوق ربى القصيد
علّ الحظّ يستجيب فتحقّق الأمنيات

منية علي


لا رايات و لا انتصار
لا رايات ترفع ولا انتصار...
الحب حرب لاهوادة ولا فرار..
أنا هنا صامدة كالآلهة عشتار....
لا بديل عن ركوب كل الأخطار....
لتعلم أنني هنا امرأة من نار.....
سوف أعيدها احذر سيفي الغدار....
لو أبديت ما يوحي بالانهيار....
وما يدل أنّك قد غيّرت المسار....
فأنا عاشقة ترفض كلّ الأسرار...
تبغيك ديوانا مليئا بأرقى الأزهار....
وشواطئ عينيك بحر بلا قرار....
تنسج من الياسمين طوقا للأسوار...
وتهديك من طيبها سحرا و أطيار....
حبّها جبّار يكويك بلهب و أسحار...
تعويذاتها زمرد وحجر مدرار....
يجعلك تعشق دفئها كمارد جبّار...
فهل قررت البقاء أم ستعلن الفرار....

منية علي

عشق كتب على الجبين
مابالك محبرتي اشتدّ بك الأنين
وما بال حبري جفّ فانقطع الوصال

أقسمت عليك بالغالي و بالوتين
أن ترجعي الهمس و سحر الدّلال

جافاني بوحك و اندثر الحنين
وهام صولجان حرفي كما المحال

عودي إليّ وكوني طوع اليمين
و أسدلي من غرامك الشهد الزّلال

أميرة البيد تعشقك من سنين
فجودي حبيبتي بالحرف والسّجال

لي من عشّاق الحرف الأمين
من ينتظر العطاء و سحر الكمال

هات فشدوك له صوت الرّنين
ووقعه على القلوب كلون الرّمال

ذهب بريقه يلمع كلّ حين
و ما بداخله أصيل كشموخ الجبال

لله درّك راودني الوجد المكين
فاستجيبي يا درّة النّبض و المقال

عشقي لك كتب على الجبين
وعشقك لي آية و ضرب من الجمال

منية علي

نار العشق جمرها ملتهب
وعشق القوافي كله.. شغب
وعن الفيافي حدّث بلا عتب
أمّا المرافي فبحرها قد طرب
منية علي


ضفاف المستحيل...
يا عشق ليل الحبّ في عبراتي
غاب الذي يعتلي ربا قلبي
ثار عبير الشوق في نسماتي
فيا ليته لا يقسو على دربي
ضجّ المكان مستقبلا حيراتي
وقد كان فيه للجوى نهبي
وبان لجّ السّهد في خفقاتي
وغدوت أخال طيفه قربي
مسح الحنين أجمل ضحكاتي
وبتّ أنادي رحماك يا ربّي
لمحت ضجيج الصّد في كلماتي
إذ كان نوره للمنى غيبي
انشقّ بحر الحبّ مع الآهات
وطار منه في الدّجى سربي
استوطن بالقلب والنّبضات
فشدوت لحنا يخفّف كربي
ساد جنون الصّمت والسّكنات
وهفا الأنين مهدّدا حربي
فملأت بالأحزان كفّ حياتي
وطغى السّواد موشّحا ثوبي
ران لهيب الحرف والهمسات
وسما الحنين ترنو إلى جلبي
اشتدّ سوط البوح في نكساتي
وعلا البيان عذرا فهو حبّي

منية علي

نسجت لك القريض....
حروف القريض إليك تحنّ وتأتمر
فهل ستلبّي ما في نفسي من دعاء
أزيّن بها اسمك و أشدو يا قمر
بل و أزيد درجات في الرّجاء
وشّيتها بأحلى المعاني والعبر
فأنت الطّبيب و أنت لها الدّواء
طوّعتها بفنوني فهي لك المقر
فأعلن توبتك و أبدي كلّ الولاء
حروف ...العشق ميّالة للشعر
فأهديك أجمل القوافي بسخاء
فيها ما تروم من ألوان وزهر
وإن عصيت فهو عتاب الهجاء
نبض يكاد يحترق يا كلّ البشر
و سيكون النّفير لو أبديت العداء
لو تدري ما بالرّوح.. من قهر
لأعلنت استسلامك وتمنيت اللّقاء
أتوق الحنين إليك و إلى القدر
نفيري يشمل كل أرض و بيداء
ميّالة وقلبي غارق في البحر
أنتظر المدّ من مشاعرك و الوفاء
طوفان جزر فقد أضنيت الوتر
وبات الكبد مشتعلا من البلاء
ارمي سيوفك واستسلم فلا مفر
فإما أنا أو أنا أو سيكون الفناء
منية علي


ذنبي أو ذنب الجوى..........
ويقول أني في حبّه مقصّرة و مذنبة
وهو يحنّ لحروف العشق والهوى
يرميني منه بلحاظ الغضب مقطّبة
ويتهمني مسرعا بإشعال فتيل النّوى
كلما مرّ طيفه رجف نبضي لحظة
فأتبعه وأحتار ،هل من حبّي ارتوى
وغيابي لو يدري إنّما كان حجّة
لينسج قلبي قوافي الغزل و الجوى
متى يا كبدي ستفهم أنّك لي درّة
ألبستها روحي وعطّرتها بالشّذى
وتدرك أنّه لولاك يا أروع منية
عزفتها على وتري فجافاني الكرى
لمّا درزت من أشواقي لك مجرّة
لأهاديك كلّما لاح نورك و اشتكى
وإن سكتُّ فهي لعمري مطيّة
حسب مزاجك أنت وميلان الهوى
قد سرجت ريشة محبرتي عنوة
وهاجت الأشواق والقلب انكوى
سأغزل لأجلك الحروف بكرة
وأطلق خيلي لصحراء ..المنى

منية علي


كم من مريض يشفى بلا دواء
والعاشق إن أصابه العشق هلك
وكم من عليل أصابه ....الشّفاء
والمغرم غير نار الحيرة ما ملك
منية علي


أنت كل قصائدي.....
و كأني أسمع صوت محبرتِي
تنادي خذي الريشة و الدفتر
حروفك يا فارسا غدت مقلمتِي
التي فيها الشجن و الكلم يقطر
أهديك بوحي و معه مغزلتِي
نسجت فيها من النثر ما يسحر
قوافيك الحسان صارت مربكتِي
كل المنى أتحدى حرفا يأسر
أغار من ديوانك و معه خفقتِي
اتفقا و حرفي ما زال لم يمطر
مهلا أميري فهمساتك جنتِي
وبالأبيات أبحر معك فاصبر
زار الكرى مني جفني و مقلتِي
فأعرضت وقلت معك أسهر
وبدأ صومي من آخر ليلتِي
إلا عن عيونك ما قدرت أهجر
أنت مجنون و أنا زاد تعنتِي
و من سحر عينيك خفت أفطر
طال الصيام و قلبي بات مشتتِ
هلال العيد عاند و لم يحضر
لا تفقد صوابك أميري وأنصت
كل الأعياد أنت فأبدا لا تضجر
وكل قصائدي نظمتها و خاطرتِي
درزت منها الشهد فهيا أفطر
منية علي


بين القلب والورق...
سرى هواك بين القلب والورق
فقالوا أنّك كتبت بسطر حكايتي

آه لمّا يزداد بحرفك سحر الألق
يخبرون أنّك بالنّبض بتّ روايتي

لم يتعبون في البحث و لم الغرق؟
فحكايا العاشقين رسمتها بمقالتي

ولم يغالبون الحرف و سنا الشّفق؟
لوخيّروني لبثثت لواعجها برسالتي

جمر الحنين نار بالقلب تسترق
و تسلب الرّوح لتعجّل بنهايتي

إن مال نبضك و إليّ انطلق 
ارفع راياتك فذات الشّوق يغتالني

أيّها الفارس انتابني بعض القلق
و باتت خفقاتي أسيرة تجتاحني

فهات منك العهد وحلّق بالأفق
أنّك الحارس لنبضات تقتادني

منية علي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.