السبت، 21 أبريل 2018

الحمقى والمغفّلين قصيدة بقلم الشاعر عبد العظيم كحيل

الحمقى والمغفّلين

لافرق بين عبيد السلطان
و حريم السلطان
الفعل يكاد متشابهين
بالروح بالدم نفديك
يازعيم
فداك أولادنا
فداك نساءنا
فداك شيوخنا
نفديك بكل ما تملك أيدينا

نموت.. نموت..
ويحيى الزعيم
ننبطح تحت الجزم
وفوقها نعالاها
بربطة حذاءك نحلم

يا مغفلين
الا شبعتم ان تكونوا قرابين
للمتأهلين
أيها الخرفان
بين ذئاب ملاعين

أصبح الزعيم أرواحكم
أصبح عقولكم
فإن مات أو قتل
انقلبتم على أعقابكم
ضعتم و ضاعت بلادكم

أفيقوا من تخلفتكم
من الخمسينات القرن الماضي
 زعماؤنا صانعي الثورات
على الحكام الرجعيين
وعدوا أمتهم
بالنصر والفتحات
كذبوا والله
العرب يصنعون الهزائم
و يصدرون الأنتصارات
لأعدائهم

الزعيم المُلِهم مات
لا جمال ولا نصر ولا فُتُحات
خرجَ الملايين يبكون
مَنْ صنعَ لنا الهزائم
في ستة أيام
عفواً ستة ساعات
مسرحية حرب الجنرالات
بعد الهزيمة المُزلة
قتلة و جرحى وأسرى
لا يكفي ضياع فلسطين
بل الكثير من الأراضي
في بلاد العرب اوطاني

ضاع شرفنا
ضاعت كرامتنا
ضاعت امتنا
في قلوب الأمة جراحات
الزعيم يكذب شعبه
 ويقرر التنحي
قال في خطابه الشهير
 لأجلكم أحبتي سأتنحى
لا عودة لصفوف الشعب

يصرخ هابيل لأخيه قابيل لا
مَن يقتلنا مِن بعدك أيها الإله
مَن يسجننا... مَن يعذبنا
مَن يكمم افواهنا
من يسمم أفكارنا
من نعبد غيرك
تعودنا العبودية
تعودنا الذل والهوان
تعودنا أن نُضرب بالنعال
من نعبد من بعدك سيدنا
أنت الإله الكبير المتعال

الزعيم المفدى
لإجلكم سأبقى ولن استقيل

الزعيم مات
في شوارعنا في بيوتنا
في كل مكان لطخ بالسواد
حتى السماء امتلأت بالرماد
إلا القمر أضاء صورة
وجهه الوضاح
شاهدها الأغبياء
شاهدها المنافقون
كذب ورياء

نائب الزعيم مُؤَلّه
مُصَنع و موجود
خشية فراغ التعبد
يحث برلمان عَبْعَال
برلمان عَبْعَال دآئما موجود
جاهز للخضوع والركوع
لإصدار الفرمانات للإله الجديد

تقام الأفراح والليالي الملاح
تتطور العِبدات
الزعيم صالح للمهمات
لكل زمان ومكان
عميد وفقيه
في زمانه مُفْتُون
يفتون بما يأمر
وينهون عن ما أمر
علماء تحت الطلب
إعلاميون، كتاب
و شعراء
خانو ربهم قبل إخوانهم
فكيف لشعوبهم وأمتهم

يذهب زعيم ويأتي زعيم
يذهب لعين ويأتي
مَن هو ألعن منه
والقصة تتكرر
من القرن العشرين
وعلى الشعوب أن تتأقلم
الشعوب تتعلم
من تزوج امي اناديه يا عمي
الانتماء إلى الحياة فقط
وما عدا ذلك لم يعد ضروريّا

” لقد أسمعت لو ناديت حيـا
ولكن لا حياة لمـن تنـادي
ولو نارٌ نفخت بها أضاءت
ولكن أنت تنفخ في الرمـادِ “

مع كل زعيم جديد
فصل جديد
قتل، سحل
وإستعباد

 كما قال إبن خلدون :
حُكْمُ الطُّغَاةِ إلى الأعداء مَجْلَبَةٌ ** والظٌّلْمُ مِنْ قِدَمٍ للظُّلْمِ جَلَّابُ
والجَوْرُ يَجْعَلُ كُلَّ النَّاسِ جائِرَةً ** إنَّ العداوة بين الناسِ أسْبَابُ
يا أمَّة العَدْلِ مَنْ يُحْيِي لنا عُمَرَاً ** فإنَّ حاكمنا يا قَوْمِ قَصَّابُ
وأصْبَحَ العَدْلُ فى أوْطَانِنا خُطَبَاً ** نُعِيدُها وخَطِيبُ القَوْمِ كَذَّابُ

عبد العظيم كحيل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.